بلا مَحاور
قلّبتُ أطرافَ الحبيبِ فلم أجد
إلا العيونَ الذابلاتِ تدورُ
لا الشمسُ تقدرُ أن تمسَّ ضياءَهُ
حتى تجسّدَ في ثناهُ النورُ
وتدورُ عيناهُ البريئةُ ها هنا
في ضفَّتيَّ كما تدورُ الحورُ
وسقيتُ هاتيكَ المودةَ فارتوت
فنما على تلك الضفافِ سرورُ
ونفضتُ ٱخرَ دمعةٍ من وجنتي
فلوى عيوني الباكياتِ خريرُ
حيّيتُ ٱلامي وبتُّ على أذًى
ما كان ينفعُ إن طلبتُ نصيرُ
إن كنتَ تعطفُ هل أنا في معزلٍ
فأنا بعطفكَ لو عطفتَ فقيرُ
أَجعلتَ سقيي في الكؤوسِ علاقمًا
كن علقمًا فأنا بهنَّ نميرُ
أطلقتُ من قلبي سراحَكَ فارتحل
لكنّني في مقلتيكَ أسيرُ
لمّا أصل بينَ الفؤادِ ونبضِهِ
إذ كيف أُمسكُ من أراهُ يطيرُ
وَنَمَت على هذا الرحيل صبابتي
فأنا الكبيرُ ومذ ذهبتَ صغيرُ
في الصبح تقعدُ دمعتي فأردُّها
دمعٌ هنا في الوجنتينٕ بكورُ
فحزمتُ إحساسًا فإنّي خارجٌ
فلقد تقطّعَ في الفؤاد شعورُ
مرُّ الرحيلِ شربتُهُ وجرعتُهُ
ما زالَ في نفسي يقضُّ مرورُ
متحرِّرٌ لمّا هربتُ من الجوى
فأنا على وادي الرمالِ أميرُ
وتخورُ في قلبي المحاورُ كلُّها
وعليك لم تجدِ لديَّ كرورُ
قابلتُ أحلامي فكنتَ بوسطها
أوَلستَ أنتَ وأنتَ فيها الطورُ
أوَ كلَّما أسقي فؤادَك مهجةً
أرضُ الغرامِ وإن سقيتُ تبورُ
هدّأتُ إحساسي بكأسِ صبابةٍ
فلِمَ الجوى لمّا سقيتُ يثورُ
وتجمهرت كلُّ العواطفِ وانتمت
للمقلتينِ فحظَها الجمهورُ
فأنا أكاسرةُ التاسمحِ في الهوى
متدفِّقٌ من حبِّيَ الإكسيرُ
بقلم سيد حميد عطاالله الجزائري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق