أنا السّوريُّ ..! أضنتني المآسيفما عَبَأتْ و لا اكتَرثَتْ بِشعبي
رمَتْني في دهاليزِ الدّواهي
فَسِرتُ بِلا هدىً و ضلَلتُ دربي
قضيتُ العمرَ أجهلُ ما عراني
و ما يُخفِي مصيري أو يُخبِّيْ
أردتُ العيشَ في رَغدٍ و يُسرٍ
فَطُفْتُ الأرضَ مِن شرقٍ لِغربِ
و كنتُ إذا تهافتَ لي نِداءٌ
أوافيهِ .. بِلا شرطٍ أُلبِّي …!
و قدْ شاءَ الأسى ذلِّي و قهري
فأوسَعَني جفاءً بعدَ ضربِ ..!
و لكنّي كتَمتُ عميقَ حزني
و أخفيتُ الشُّجونَ و همَّ قلبي
بِرغمِ النّائباتِ و ما اعْتراني
مِن الأحداثِ أو مِن ظلمِ حربِ
بَقيتُ أواجهُ الأعداءَ وحدي
و سلَّمتُ القِيادَ لأمرِ ربّي
ولكنّ الغيومَ السّودَ تَتْرى
أصابتْ كلَّ سوريٍّ بِرعبِ
فَلمْ تَرحمْ و لمْ تتركْ مجالاً
لإلغاءِ الحصارِ و غوثِ صبِّ
و زلزلتِ المواجعُ كلّ نبضٍ
و ألقتْ بالأسى في كلِّ قلب
و باتَ الحقدُ يُوغلُ في نفوسٍ
و كبَّلَها بحزبٍ أو بقطبِ !
فصارَ القلبُ يَستجدي الأماني
لِتمنحَهُ الأمانَ و بعضَ حبِّ ..!
…
فياليتَ الذي مازالَ يَلهو
و يعبثُ بالمصيرِ اليومَ يُنبيْ
بأيِّ وسيلةٍ تَصفو نفوسُ الألى-
-زُجُّوا بِمعركةٍ و حربِ ..؟
و كيفَ ضمائرُ الظُّلّامِ تُلغي ؟
صكوكاً أوقعتْنا تحتَ "نَدبِ "
و كلّ مَنِ استباحَ النّفسَ يَصحو
يُحاولُ جاهداً تَكفيرَ ذنبِ ..!
و يأتي مَن يقولُ بكلِّ حزمٍ
ألا يا نخوةَ الأعرابِ هبِّي ..!
…
وما نفعُ التّمني و التّرجّي ؟
و أُشْبِعنا صراخاً إثرَ ندبِ !
…
و لو شاءَ الرُّعاةُ لَأنصفونا
و لكنْ غرّدوا في غيرِ سِربِ
و لكنّي برغمِ الهولِ إنّي
عزيزٌ ، صابرٌ .. واللهُ حَسبي ..!
——————————-——
د.يونس ريّا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق