الاثنين، 13 فبراير 2023

أنا السّوريُّ...الشاعر...د.يونس ريّا


 أنا السّوريُّ ..! أضنتني المآسي

فما عَبَأتْ و لا اكتَرثَتْ بِشعبي


رمَتْني في  دهاليزِ الدّواهي

فَسِرتُ بِلا هدىً و ضلَلتُ دربي


قضيتُ العمرَ أجهلُ ما عراني 

و ما يُخفِي مصيري أو يُخبِّيْ


أردتُ العيشَ في رَغدٍ و يُسرٍ 

فَطُفْتُ الأرضَ مِن شرقٍ لِغربِ


و كنتُ إذا تهافتَ لي نِداءٌ

أوافيهِ .. بِلا شرطٍ أُلبِّي …!


و قدْ شاءَ الأسى ذلِّي و قهري 

فأوسَعَني جفاءً بعدَ ضربِ ..!


و لكنّي كتَمتُ  عميقَ حزني

و أخفيتُ الشُّجونَ و همَّ قلبي


بِرغمِ النّائباتِ و ما اعْتراني 

مِن الأحداثِ أو مِن ظلمِ حربِ


بَقيتُ أواجهُ الأعداءَ وحدي

و سلَّمتُ القِيادَ لأمرِ ربّي


ولكنّ الغيومَ السّودَ تَتْرى

أصابتْ كلَّ سوريٍّ بِرعبِ


فَلمْ تَرحمْ و لمْ تتركْ مجالاً

لإلغاءِ الحصارِ و غوثِ صبِّ


و زلزلتِ المواجعُ  كلّ نبضٍ

و ألقتْ بالأسى في كلِّ قلب


و باتَ الحقدُ يُوغلُ في نفوسٍ

و كبَّلَها بحزبٍ أو بقطبِ !


فصارَ القلبُ يَستجدي الأماني

لِتمنحَهُ الأمانَ و بعضَ حبِّ ..!

فياليتَ الذي مازالَ يَلهو

و يعبثُ بالمصيرِ اليومَ يُنبيْ


بأيِّ وسيلةٍ تَصفو نفوسُ الألى- 

-زُجُّوا  بِمعركةٍ و حربِ ..؟


و كيفَ ضمائرُ الظُّلّامِ تُلغي ؟

صكوكاً أوقعتْنا تحتَ "نَدبِ "


و كلّ مَنِ استباحَ النّفسَ يَصحو

يُحاولُ جاهداً تَكفيرَ ذنبِ ..!


و يأتي مَن يقولُ بكلِّ حزمٍ

ألا يا نخوةَ الأعرابِ هبِّي ..!

وما نفعُ التّمني و التّرجّي ؟

و أُشْبِعنا صراخاً إثرَ ندبِ !

و لو شاءَ  الرُّعاةُ لَأنصفونا

و لكنْ غرّدوا في غيرِ سِربِ


و لكنّي برغمِ الهولِ  إنّي

عزيزٌ ، صابرٌ .. واللهُ حَسبي ..!

——————————-——

د.يونس ريّا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق