مَأسَاةُ الزِّلزَال
البَهَاءُ الَّذي أَلِفْنَاهُ غَابَا
والدَّمَارُ الَّذي رَأيْنَاهُ نَابَا *
والهَدِيْرُ الَّذي عَلَا كُلِّ شِبْرٍ
صَارَ صَمْتًا مُشَوَّشًا واكْتِئَابَا
***
كيفَ لِلْصَّمْتِ أنْ يُغَادِرَ مَدْحُوْرًا ..
..وهَذا الذُّهُوْلُ يَأبَى انْسِحَابَا !
كيفَ لِلْعَيْنِ أنْ يُزَاوِرَهَا النَّوْمُ ...
.وقَد شَاهَدَتْ مع المَوْتِ نَابَا* !
كيفَ لِلْعَيْشِ أنْ يَطِيْبَ ومِنَّا
طَعَنَاتُ الأَسَى تَزِيْدُ انْتِهَابَا
والزَّمَانُ الَّذِي وَهَبْنَاهُ عَهْدًا
من (عَنَانَا) اشْتَفَى وزَادَ اكْتِسَابَا ؟!
***
لَيْتَهُ الوَجْدَ أنْ يَخِفَّ اشْتِعَالًا
لَيْتَهَا الرُّوْحَ أنْ تَكُفَّ انْتِحَابَا
لْيْتَهَا مُهْجَتِي تَكَفُّ عَن التَّبْ..
..رِيْحِ أو تَسْتَعِيْدُ عَنِّي الصَّوَابَا
***
(قَابَ قَوْسِيْنِ) والمَنَايَا أنَاخَتْ
طَائِرُ النَّوْحِ قَد أذَاعَ الخَرَابَا !
(قَابَ قَوْسِيْنِ) والمُنَى عَالِقَاتٌ
والثَّوَانِي تَعَقَّبَتَهَا اسْتِلَابَا !
فَاسْأَلِ الذُّعْرَ كيفَ أَلْقَى الضَّحَايَا !
واسْأَلِ الرَُّعْبَ كيفَ أَنْهَى الخِطَابَا !
واسْألِ الآهَ كيفَ أهْوَى شَرُوْدًا !
واسْألِ الوَعْيَ كيفَ ذَابَ ارْتِيَابَا !
واسْألِ اللَّيْلَ ما الوُجُوْمُ ودَعْهُ
يُخْبِرِ الصُّبْحَ أنْ يُصِيْغَ الجَوَابَا
***
مَا المَنَايَا وقَد وَعَيْنَا المَنَايَا !
مَا المُلِمَّاتُ إنْ أَرَدْنَا احْتِسَابَا !
مَا الدَّوَاهِي وقَد غَدَتْ مُؤنِسَاتٍ !
مَا الرَّزَايَا وإنْ بَلَغْنَ النِّصَابَا !
الأَنِيْنُ الَّذِي وَعَيْنَاهُ عَاتٍ
كيف نَرْوِي بِهِ مِن القُوْلِ بَابَا ؟
كُلَّمَا لَاحَ لِلرُّكَامِ سُكُوْنٌ
زَادَنَا غُصَّةً فَزِدْنَا اضْطِرَابَا
(سُوْرِيَا) أَذْهَبَ (البَلَا) مُقْلَتَيْهَا
بَلْبَلَ الدَّهْرُ حَالَهَا واسْتَثَابَا
دُرَّةُ الشَّامِ يَا صُرُوْفَ اللَّيَالِي
كيفَ يَقْوَى العَنَاءُ فِيْهَا انْتِدَابَا ؟
(تُركِيَا) والمُصَابُ مَأسَاةُ دَهْرٍ
قَد أَكَلَّ الثَّرَى وأَبْكَى السِّحَابَا
يَارَعَى اللَّهُ حُسْنَهَا مِن بِلَادٍ
كم أطَابَتْ وكم هَوَاهَا أطَابَا
***
البُيُوتُ الَّتِي نَمَا الحُبُّ فِيْهَا
أَينَ مِنْهَا غَدَا وأينَ اسْتَطَابَا ؟
قَهْقَهَاتُ الصِّغَارِ لَمَّتْ صَدَاهَا
وشُجُونُ الكِبَارِ أَضْحَتْ ضَبَابَا
ذِكْرَيَاتُ السِّنِيْنِ نَامَتْ حَيَارَى
كُلُّ شَيْءٍ هُنَاكَ أَمْسَى سَرَابَا
***
إنَّهُ الحَتْفُ لاخِيَارَاتُ فِيْهِ
قَدَّرَ اللَّهُ عِلْمَهُ و الكِتَابَا
سَلْ طُلوْلَ الدِّيَارِ هل ذَا بِمَنْأَى ؟
عن أيَادِي البَلَاءِ أو ذا مُحَابَى ؟
كم نَعِيْمٍ يَدُ الرَّدَى أَبْدَلَتْهُ
وَأَهَالَتْ عَلَى عَظِيْمٍ تُرَابَا !
مَا علَى الأَرضِ من خُلُودٍ لِحَيٌّ
فَاقْصِرِ الطَّرْفَ واتَّخِذْهَا رِكَابَا
عبدالحميد العامري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق