يمّةشعر: صالح أحمد (كناعنة)
///
أُمي... نُجومُ الليلِ تَعتَكِفُ
تَـدنو بإجلالٍ وتَرتَشِـفُ
.
فَيضَ الصَّفا والنورِ مُنبَثِقًا
مِن كَفّك المَمدودِ يَرتَجِـفُ
.
يَدعو بِقَـلبِ الليلِ مُبتَهِلًا
نورٌ بِفَيضِ الـنورِ يَأتَلـِفُ
.
الحُـبُّ في كَفَّـيكِ مَنبعُـهُ
آوي صَفاءَ الحُبِّ أَغـتَرِفُ
.
تَخونُنِي الأَحداثُ يا لَهَـفي
آتيكِ حِضنَ الـوُدِّ أَلـتَحِفُ
.
أُمي وَإِن يَقسو الزَّمانُ عَلى
قَلبي فَلي عَينَيك كَم عَزَفوا
.
لَحنَ الصَّفا يُعـيـدُ لي أَمَلي
يَزهـو وَكُلُّ الهَمِّ يَنكَشِفُ
.
بَحرٌ مِنَ التَحنانِ حِضنُكِ لي
سَـكينَتي نَبضُكِ يَحتَرِفُ
.
آتيكِ لا أَرجـو سِـوى يَمَّه
وَروحُها بي كَيفَ قَد أَصِفُ
.
يَمَّه شَذا الأَنفاسِ يَغـمُرُني
مِن جَنَّةِ الفِردَوسِ ذا العَرَفُ
.
جِسرٌ مِنَ الرَّحْماتِ يَحمِلُني
أُحِـسُّــني لِلخُـلدِ أَزدَلِـفُ
.
يَمَّه اشـتِياقُ القَـلبِ يَنطِقُها
مِنها جِبالُ الهَمِّ تَـنخَسِــفُ
.
يَمَّه عِذابُ النَّسـمِ تَلـفَحُني
أَسمو صَفًا تَضُمُّني اللُّطَـفُ
.
يَمَّه وَفيضُ الدَّمعِ يَغـسِـلُني
ذا دَمعُكِ الـتَّشـماخُ وَالشَّرَفُ
.
يَمَّه لَيالي العُمرِ موحِشَـةٌ
دونَكِ لا سـعـدٌ ولا شَــغَـفُ
.
يَمَّه نُجومُ السَّعـدِ مُشرِقَةٌ
أَنتِ وَنَبضُ الروحِ يَعـتَرِفُ
.
أمي ربيعُ الكونِ، مَبسَمُهُ
وآيةٌ تَزهو بِها الصّحُفُ
.
أَنت التي أَحـيا بِدَعوَتِها
سعدي، نَعـيمُ الخُلدِ أَرتشفُ
.
يا رَحمَةَ الرحمَـنِ مَكرُمَةً
سَـمَوتِ قدرًا فوقَ ما وصَفوا
.
أحتاجُ مِن عَـينَيـك جَنَّـتَها
منها زهورُ السَّعـدِ أَقتَطِفُ
.
أحتاجُ حضنَ الروحِ يَغمُرُني
يَأسو جِراحي كُلَّما نَزَفوا
.
أحتاجُ كفَّ الطيـبِ يجعَـلُني
طفلًا سريري حِسُّك الرّهَفُ
.
يَمَّه.. بِروحي حينَ أَنطِقُها
يَغدو الفضا لِبَهجَتي شُـرَفُ
.
تحلُّ بي روح الجمال لها
وعيي وإحساسي سموا وصفوا
::: صالح أحمد (كناعنة) :::
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق