شجون الدهر..شجونُ الدهر أحوالٌ و سرُّ
و حال الناس إثراءٌ و فقرُ
فبعضُهُمُ ينام على حريرٍ
له في برجه الوضّاء قصرُ
يروم إلى سنا الأفلاك نجماً
يضيء له بأفْق الحظّ بدرُ
فيردي في المخازي كلُّ وغدٍ
و ينسى مِنْحةَ الوهّاب نُكْرُ
و بعضهمُ ينام على حصيرٍ
خيوطُ الليل للأشباح سِتْرُ
يروم رغيفَ خبزٍ في اشتهاءٍ
فلا طعْمٌ و لا شُرْبٌ يَسُرُّ !
يلوّنُ في صباغ الطيف حُلماً
تبدّدَ لونُه و اغتمّ فكْرُ
و يشدو في ضحى الإصباح لحناً
و هل في صُهْبة الألحان سِكْرُ ؟!
خوابي الأغنياء تفيض شهداً
و ليس لحارس الأعناب خمْرُ..!
ينام..و هل تقرُّ له جفونٌ ؟!
ينوح..و لا يطيق الآهَ صدْرُ
جفاه النومُ..بل نامت طيوفٌ
من الأحلام.. و الأوصابُ قبرُ
تبدّدَ في سماء الطيب غيمٌ
تبخّرَ في كُوى الآمال قَطْرُ
و قد فاضت سيول القهر ردْحاً
و جفّ بأمنيات الخصب نهرُ
و غطّى في مساء الأنس قتْمٌ
فجفنُ الحالمين لظىً و جمْرُ
غدت آمالنا خبزاً و حُضْناً
و جوعُ الأكرمينَ ردىً و قهْرُ
أيا قلمي..سئمْتُ الحرفَ بوحاً
فهل في همسة الأقلام سِحْرُ ؟!
شكوتُ إلى إله الكون ضُرّي
له في نشأة الأحداث أمرُ
نسوق له على السرّاء حمداً
لنا في لُجّة الضرّاء صبْرُ
محمود أمين آغا
في:٢٠٢٣/٣/١٢
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق