المِرآة
قد تعكسُ المرآةُ شَكْلَ تنعُّمي
لكنها عنْ وَصْفِ حِسيْ تنْعَمي
دَربيْ إلى المجهولِ قلْ لي مَنْ أنا
ما زلتُ أمْضي في فُصولِ توَهُّمي
إنَّ الحقيقةَ قد تغيَّر لَونُها
والوهنُ يسْكرُ مِنْ أتونِ تَحطُّمي
ما زلتُ أصنعُ للمروءةِ سُلَّماً
علّي أرى نحوَ الكفاحِ تَقدُّمي
كم أتْرَعتْ مني الكهولةُ وارتَوت
من نَخرِ عَظْمي مِنْ كؤوسِ تردُّمي
والحقُ أنْ أصفو فهل ليْ مِنْ يَدٍ
تقتادُ أُخْيلَتي لوهْجِ الأنْجُمِ
عارٌِ عليَّ إذا نُفيتُ إلى الخَنا
يَقْتاتني والنَزفُ ينثرُ مِنْ دَمي
ألقيتُ عَنْ نَفسْيْ مَظنَّة حاقدٍ
إنْ صارَ يُنقِصُ مِنْ رصيدِ تَبسُّمي
مسكينةٌ تلكَ الأمانيْ كم سَعت
في أنْ تكونَ برغمِ جَورِ تألُّمي
تصغي إلى أملٍ تمخضَ مِنْ رؤى
علَّ الصباح يزيلُ سطوَ تجهُّمي
عيسى نافع الكراملة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق