كفاكَ وهماً.
غداً سأرحلُ إنْ زفّوا لكَ الخبرا
والذكرياتُ تلاشتْ أو محوا الأثرا
فقلْ لهمْ تائهٌ أزرى الطريقُ بهِ
وما رأى نجمةً في الدربِ أو قمرا
فراحَ يرمي سهاماً في الهوى عبثاً
وما أصابَ سوى قلبٍ لهُ انفطرا
وقلْ لهمْ حُلُمٌ قد مرَّ في وَسنٍ
بينَ الجفونِ تلاشى الآنَ واندثرا
وقلْ لهمْ قمرٌ كم ضلَّ دورتَهُ
فراحَ يستعطفُ الأنهارَ والشجرا
أو قلْ لهمْ يَفَنٌ قامتْ قيامتُهُ
على السراطِ مشى دهراً وماعَبرا
وأكثرِ القولَ ما في القولِ من حرجٍ
ولا يهمّكَ شئٌ غابَ أو حضرا
في ظلمةِ البحرِ عندي مركبٌ خطِرٌ
من أجلِ عينيكَ خضتُ البحرَ والخطرا
ما مرَّ في خاطري أخشى منازلةً
عندَ القراعِ وسيفي قطُّ مَااندَحِرَا
لكنّني ويحَ قلبي حينما نُتقتْ
منهُ الشغافُ على أوتارهِ انكسرا
كفاكَ يا قلبُ كم جُرحٍ تئنُّ بهِ
وما رتقتَ شغافاً فيهِ أو وترا
كفاك تبكي على وهمٍ بُليتَ بهِ
ترجو السرابَ غيوماً تسكبُ المطرا
طالب الفريجي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق