تَرَاتِيلُ القَطَا.....غازي عبدالعزيز عبدالرحمن / سورية
أصَّلْتُ للحبِّ العَتِيقِ وَفَائِي
وجَعَلْتُ قَدْحَ المُغْرِضِينَ ثَنَائِي
لَوْ يَسْتَوِي نَوْحُ الحَمَامِ وَشَدْوُهُ
لَا يَسْتَوِي العُلَمَاءُ بِالجُهَلَاءِ!!
تَبْقَى الحَقِيقَةُ، لَا يُكَدِّرُ خَاطِرِي
وشْيُ البَغِيضِ وَحَسْرَةُ الأعْدَاءِ
قَدْ ضَاقَ صَدْرِي فِي هَوَاجِسِ غربتي
فَلَبِسْتُ مَا يُوقِي مِنَ البَلْوَاءِ
ذكرَ الإلهِ لِكَيْ أطمئِنَ خاَفِقِي
وَدعُاءَهُ بالسرِّ والضَّرَّاءِ
فأنَا القَصِيدَةُ قَدْ تَوَضَّأ حَرْفُهَا
مِنْ وَحْيِ إِخْلَاصِي وَصَفْوِ سَنَائِي
يَا نَجْعَةَ[1]الصُّوَانِ وجهُكِ مشْرقٌ
ومَهللٌ بِلَطَافةِ الأَجْوَاءِ
سامرتُ فِي الليلِ الطَّوِيلِ قَصَائِدِي
فَوَجَدتُ أَنَّكِ للهُمومِ دَوَائِي
بالغتُ في حبِّ الجمالِ وروضهِ
ونصبتُ حبَّك خيمَةً لِعَطَائِي
كَمْ أَوْرَفَتْنِي فِي الهَوَى بِظِلَالِهَا
وَرَعَتْ فُصُولَ تَغَرُّبِي وَشَقَائِي
كمْ غُضَّ طَرْفِي إذْ بَدَتْ بِلِحَاظِهَا
جَذَّابَةً بِالمُقْلَةِ السَّوْدَاءِ
كَمْ مرَّ يومٌ قد زهِدتُ بِدَعْوةٍ
راحتْ تَجرُّ بهَارِجَ الإِغْرَاءِ
يَا رَقَّةَ الشعراء كَمْ طَابَ الهَوَى
قَدْ صَار حبُّكِ دفْقَةً بِدِمَائِي
حَرْفًاً جَمِيلاً فِي جَميعِ دَفَاتِرِي
وصدىً شجيًّا صَادقَ الإِنْبَاءِ
ما أجمل اسمَكِ للقصائد مطلعٌ
خالٌ يزيِّنُ صفحةَ الأسماء
فمتَى البشارةُ كي أعودَ ببسمةٍ
لتجودَ بالغيثِ الوفيرِ سَمَائِي
ومتَى أعودُ إلَى السُّلافِ بِكَرْمِهَا
لتُظلَّنِي منْ وَهْجَةِ الرَّمْضَاءِ
اللهُ ! يا ليلَ الفرات محبةً
مِنْ أرضِ نَجْدٍ قَدْ رَفَعْتُ نِدَائِي
آتٍ أجَددُ للْمَشَاعِرِ طاَقَة
تَوَّاقَةً لِمَجَالِسِ الأدَبَاءِ
فالصمتُ همسٌ والكلامُ قصائدٌ
والأرضُ وردٌ طيبُ الإطراءِ
ما أجملَ القمرَ المنيرَ مُلألئًا
قَدْ بَددَ الظَّلْمَاءِ بِالأَضْوَاءِ
والأقحوانُ عَلَى الهِضَابِ مُخَضَّلٌ
ومعرّشٌ بالسُّوحِ والأفنَاءِ
وعبيرُه ينسابُ كلَّ عشيةٍ
يَرْوِي حِكَايَات الْهَوَى بِحَيَاء
مَا كُنْتُ يَوْماً غَافلاً فِي غُرْبَتِي
عَن ذِكْرِ : أُمِّي، رِفْقَتِي ، أَحْيَائِي
وملاعبِ الأطفالِ إذْ كَانَ الشَّقَا
نَسْتَبْدلُ الأَشْيَاءَ بِالأَشْيَاءِ
آتٍ إليكَ لكي أُقَشِّب بُرْدَتِي
والقُذلَ أَسْقِيهَا مِنَ الحِنَّاءِ
هَذِي تَرَاتِيلُ القَطَا قَدْ بَدَّلَتْ
ألوَانَهَا تَخْتَالُ بِالإطْرَاءِ
تستعجلُ الأيامَ من أوْكَارِهَا
قَبْلَ التّوهُّج فِي لَظَى الصَّحْراءِ
[1] - الصُّوان : تل في ريف الرقة الغربي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق