أنا والشعر
برعمٌ في القلبِ لم أدرِ نما
جاءني سرًا وفي الحضنِ ارتمى
خلتُهُ حبًّا ولكن لم يكن
غيرَ شعرٍ في فؤادي اصطدما
شعرت روحي بطيفٍ هزَّها
فلوى حبًّا قديمًا ورمى
أيها الشعرُ فصافح معصمي
لو أتى منك قريضٌ سلّما
امسكِ العودَ وسوِّ خلسةً
كومَ حبٍّ في يديَّ انهدما
إنّما اليأسُ كحوتٍ جائعٍ
أيما صبرٍ حواني التقما
قالَ لي الشعرُ وقد أمسى جوًى
سوفَ ترضاني لهذا حكما
قلتُ من قبلُ قصيدًا كانَ لي
حينما مرَّ بقلبي ظلما
كانَ لي النارَ وكانت مهجتي
جنةَ المأوى بأرضٍ وسما
دخلَ القرطاسَ حتى أوقدت
حينما أورى فقلبي اضطرما
أخذَ الشعرُ يغنّي تائهًا
ضمًدَ الآهَ وشافى الألما
قالَ لي أنّى لهذا رسمت
قلت قلبي يا خليلي رسما
إنّما كانَ جراحًا نطقت
كسرَ القلبَ وأبرى القلما
جعلَ الدمعَ مدادًا كيفَ لا
عندما أنهى بشرياني الدما
أخذَ القلبَ وكفيَّ معًا
أخذَ البالَ ولم يبقِ الفما
فتحَ الماضي فأدلى دلوَهُ
ابتدى منهُ وفيه اختتما
إنّهُ بحرٌ فماجت مهجتي
كلّما أروي فيافيهِ ظما
أكتبُ الشعرَ بليلٍ دامسٍ
وأحاكي بدرَ فكرٍ قدما
انشقَّ بدري وتهاوى ضوؤهُ
أرتقُ الشقَّ فلن يلتحما
قلتُ ممن يا عزيزي وبمن
هكذا أحكي فيأتيني بما
أبصرَ الماضي فهذا وصفُهُ
فلماذا بين عينيهِ عمى
خلتُهُ سهمًا يواري خوفَهُ
فأتى نحوي وبالقلبِ احتمى
قلتُ للنجدين من كانَ معي
انهضا توًّا وللحربِ قما
صهلَ الشعرُ فدوّى بيتُهُ
وكزَ الباقي وعندي حمحما
أيّها الشعرُ فكم كنتَ معي
خيرَ معوانٍ وكم خيرَ حمى
املأ الوجدَ واشبِع جائعًا
واجعلِ القلبَ بنظمٍ متخما
حرّكِ الصخرَ ولبِّ دعوةً
حرِّكِ العينينِ في رأسِ الدمى
لاتدع ليلى بدمعٍ مثلما
لعبَ الدمعُ بدعدٍ ولمى
بقلم سيد حميد عطالله الجزائري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق