شعر: رضا الحمامصيفلسطين
مَالتْ عَلى كَتفي تَبكي وَتنتحبُ
كَأنَّ عَينيها غَشاهُما سُحبُ
***
فقلت ُ: يا جَارتا فِيمَا البُكا أسفاً ؟
قالتْ : أغيرُ بُكائى حِينَ أُغْتصَبُ
***
كَفْكَفْتُ عَنها دُموعاً جدُ حَارِقة
عَلى الخُدودِ جَرتْ كالماءِ ينسرِبُ
***
سَاءلتها : وإلى من ينتهي النسبُ ؟
قالت: لقومِ بَني كَنعانَ أنتسبُ
***
عَلى تُرابي كُلُ الأنبياءِ مَشوا
كباقةٍ لِعيونِ الخَلقِ تَأتَشِبُ
***
وَالعُربُ أهْليَ وَالإسلامُ مِلتُنا
وَكُلنا رغْمَ قَيدِ حُدودِنا , عَربُ
***
ساءَلتها : أوَمَا هَبوا لِنجدتِها
قالتْ : ألمَّ بِي الإحِباطُ ُ, والنَصبُ
***
فقلت ُ: عَلَّهمُ لَمْ يُدرِكُوا خَطَراً
قالت ْ: لقدْ شَهِدوا المأسَاةَ , وَاحتسبوا
***
سَألتها وَرياح الثأر تَعْصِفُ بي :
أيْنَ المروءةُ , قالتْ : أهْلُها ذَهبوا
***
خَبأتها بِردائي شِبه عَاريةٍ
والعَارُ عَارِي , فأنَّى مِنه أختبئُ
***
طَأطأتُ رأسي مِنْ خِزيٍ , وَمِنْ خَجَلٍ
كأنَّما كِبرياءٌ فيَّ يُغتصبُ
***
وهاتفٌ مِنْ خبَايا النفسِ يَهتفُ بِي:
لنْ يمسَحَ العَار إلاَّ الدمُ يَنسَكِبُ
***
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق