** على باب الرجاء **
دعاني الشعرُ مُحتفيًا دعانــي
وهل يرقَى لدعوتهِ بيانـــــــي
وكيف أجيبُ والمعراجُ صعبٌ
وما جازَ التأخرُ والتوانــــــــي
وقفتُ على الطريقِ لعلَّ رَكبًـا
يمرُّ وبينهُ هِبَةً أرانــــــــــــــي
فلستُ لموكبِ الشـــعراءِ أهلًا
وقد قصدوا المُتوَّجَ بالبيــــانِ
وفي أصدافهم ما قد تسامَــى
من اللفظِ البديعِ..من المعانــي
من الطُّهرِ الذي وُهِبوا سَـــــناهُ
وما أسِنَ المدادُ مع الزمــــــانِ
كأن حروفَهــــــــم نجْماتُ ليلٍ
لآلئُ رصَّعتْ سطرَ الجُمـــــــانِ
إذا خَطُّوا يضوعُ الشعرُ عِطــرًا
كضوعِ الزهرِ يُنشرُ من جِنـــانِ
وإن قالوا فَرُوحٌ منك تســـــمو
تجاوزتِ المكانَ مع الزمــــــانِ
إلى الأرضِ التي عَظُمت مقامًا
كأنْ مِن جَنةِ المأوَى تُدانــــــي
هناك وما هناك سوى ارتيــــاحٍ
كأنك من همومٍ لا تعانــــــــــي
كأنك قد وُلدتَ اليومَ روحًـــــا
تحلِّقُ في الســـماءِ إلى العَـنانِ
هناك توضَّأت لتعـــــودَ مُزنًـــــا
فتُؤتي خيــــرَها في كـــــلِّ آنِ
هنا كان ابتداءُ الشعرِ مِنّــــــــي
دموعًا هاطلاتٍ من كيانــــــــي
على وجهِ القصيدِ جرت سيولًا
تُحَمَّلُ ذلك الزبدَ اعترانـــــــــي
من الأهواءِ من إغــــواءِ حرفٍ
كَتبتُ فما ازدريتُ ولا ازدراني
فهل كفارةٌ تمحو حروفًـــــــــا
لِنجدِ اللغوِ داعيها دعانــــــــي
وتُبدلُني بقـولِ زلَّ.. قـــــــــولًا
دَواةُ مِدادهِ السبعُ المثانـــــــي
#جمال
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق