.......... الروض المُسَيَّج ........
في روضِ حُسْنٍ ناعمٍ كالمرمرِ
نشبت وساوسُ دهشتي وتحَيُّري
روضٌ يراودُ خافقي عن نَبْضهِ
إنْ كان ذا سورٍ و غيرَ مسوَّرِ
روضٌ تَحُومُ الأمنياتُ فُوَيقَهُ
وتحولُ عنه بِخيبةٍ و تَكَسُّرِ
روضٌ يُدَثِّرُ رَبوَتَيهِ مُباهياً
بهما وقد بَدَتا بأجملِ منظرِ
روضٌ مداهُ ترائبٌ فَتَّانةٌ
تهفو النُّفوس لِما حَوتْ بِتَحَسُّرِ
والشوقُ يدفعُ باللِّحاظِ تَلَهُّفاً
لِثمارهِ فيَصُدُّها بالمِئزَر
وترى العيونَ بِجوِّهِ وطيورُها
مبثوثةٌ بترقُّبٍ و تَوَتُّرِ
وتحطُّ فوق فُتُونِهِ مَزهُوَّةً
بوُقوعها في دوحِ روضٍ مُثمرِ
وتروحُ تَرقُبُ فُرصَةً لتسلُّلٍ
وتؤوبُ في غيظٍ إذا لم تَعثُرِ
ياحُسنَ ثوب الصّدرِ باتَ مزرَّراً
لا أنّهُ قد لاحَ نِصفَ مُزَرَّرِ
ناطُورُهُ مُتَيَقِّظٌ حَذِرُ وقد
يبدو بِهيئةِ مُهمِلٍ و مُقصِّرِ
وسلاحُهُ الفعَّالُ زَينُ رَزانةٍ
وجميلُ اخلاقٍ ولطفُ المَعشَرِ
يغزو الغزاةُ رُبوعَ روضٍ مُغْفلٍ
وتكفُّ عنهُ مُسَيَّجاً بِتَدَبُّرِ
ما كلُّ روضٍ تُستباحُ ربوعُهُ
ويطالُهُ عادٍ بغير تَعَذُّرِ
يُغْلِي الأُباةُ حِماهُمُ فَتَعِزُّ في
أكنافهمْ و تهونُ عند المُزدري
من لم يَصُنْ ما في يديهِ فإنَّهُ
هو خاسرٌ إنْ لمْ يكنْ بالأخسرِ
سُبُلُ الخَسارِ كثيرةٌ و أَذَلُّها
بينَ الورى في العِرضِ عند الأكثرِ
خَذلَ البيانُ أُهَيلَهُ في وَصفِهِ
إذْ لم يَفُوهُ بوصفهم بالأجدرِ
...........
سليمان شاهين أبو إياس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق