في رثاء الشاعر الكبير..........(كريم العراقي)
رحمه الله تعالى
يا أيها الفذ الأبي الراقي
أوجعت نبض الشعر يوم فراق
يا ساكب الفصحى زلالا قد روى
.ظمأ الحروف تمور بالأوراق
لك من بديع الشعر كل قصيدة
يسمو بها الإبداع دون نطاق
من كل بيت منك صار علامة
ليقول أنك يا كريم عراقي
تشدو به الدنيا تردد حرفه
نغما بديعا جال في الأعماق
وبحسك الراقي تصول وترتقي
بمشاعر الجمهور بالأذواق
حتى غدوت به الشهير ولم يزل
بك يا كريم يجوب في الآفاق
منك المعاني كم تفيض رقيقة
والمفردات تهز للعشاق
ينثال غيمك بالنسائم مترفا
وصباحه في غاية الإشراق
عانيت كم عانيت كنت حيالها
جبلا يفل الريح بالإطراق
لم تبتئس يوماً ولم تك خانعا
حتى رميت البأس بالأطواق
وكتمت جرحك في فؤادك معرضاً
عما به الشكوى بلا ترياق
ورشفت من كأس الحياة مرارها
حتى طربت بدنها والساقي
وحملت هم البائسين شهامة
وبحقهم أسمعت كل رواق
وهتفت من أجل العراق منددا
بالغاصبين كنوزه السراق
وطن عريق دانت الدنيا له
يمسي ويصبح سلعة الأسواق
كم تاقت الأيام تبصر أمسه
متلألئا وتذوب بالأشواق
وبمثل عزمك ما استكان ولا ارتضى
يلقي زمام الأمر للأفاق
ما زال يبذل كل جهد ممكن
متفانيا ليجذ كل نفاق
يا بن العراق وأنت تنعت باسمه
من كان مثلك حاز كل سباق
من كان مثلك في بلادي فقده
فقد أليم مرهق الأحداق
وطن تكبد للخسائر جمة
كي لا يعيش مطأطىء الأعناق
فرحلت عنه وأنت كلك آمل
أن يرحل الموتى وكل شقاق
الله نسأله لروحك رحمة
تبقيك في رغد النعيم الباقي
وبأن يقيك الله وحشة رقدة
في القبر فالرحمن نعم الواقي
محمد طه عرجون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق