السيف العربي
وقّـــرْ زمــانًـا عــلا سـيـفًا بِــهِ الـعـربي
مُــذْ كــان يـزهـو بِــهِ لـلـنّجمِ والـشُّهُبِ
يــعــودُ بـالـصّـفـحةِ الـبـيـضـاءِ قـانـيـةً
حـمراءَ قـد شـربتْ مِـنْ نـحرِ كـلِّ غبي
جـــلــى بـشـفـرتِـهِ تـشـكـيـكَ شــانـئِـهِ
مــمّـنْ يـــراوغُ بــيـن الـغـدرِ والـكـذبِ
بِـــهِ يــصـولُ إذا الأرمــاحُ قــد لـمـعتْ
فوق الرؤوسِ التي طاشتْ مِنَ العجَبِ
فـــي تــربـةٍ بـــارك الـمـولـى مـكـانـتَها
بـالطورِ مـنذُ أتـى مـوسى الـكليمُ نَـبيْ
زيـتـونُـها مِـــنْ جــنـانِ الـخُـلْـدِ بـذرتُـهُ
وقـدسُـهـا وبــراقُ الـمـصطفى الـعـربي
يـبـقـى الــربـاطُ بــهـا مـــادام يـسـكُنُها
مِـــنْ نــسـلِ آدمَ شــبـلٌ بـاسـلٌ وأبــي
عــاث الـيـهودُ بـهـا واسـترخصوا دَمَـها
مــا بـيـن قـصـفٍ وتـدمـيرٍ لـها وسَـبيْ
سـبـعون عـامًـا جــراحُ الـقـدسِ نـازفةٌ
وسـوف تـبقى تُـعاصيهم مـدى الحِقَبِ
مُــذْ وعـدِ بـلفورَ لـم يـغمضْ لـها جـفنٌ
ولا اسـتـكانتْ عـلـى الـبلوى لـمغتصبِ
هَـــــذَى بـتـحـريـرِها دهــــرًا أقــاربُـهـا
وعُـودُنـا عَــنْ أسـى الـنّكْباتِ لَـمْ تَـغِبِ
وصــــالَ دُرَّةُ يــومًــا فـــي حـجـارَتِـها
عــلــى دروعِ أعـاديـهـا وكـــان صَــبـي
وقـسَّـمـوها ولـــم تُــذعـنْ لــمـا فَـعـلوا
وهـــدَّدوهــا بــإعـصـارٍ مِــــنَ الــلّـهَـبِ
طَـفتْ عـلى بـحرِ نـزْفٍ مِـنْ أشـاوسِها
طُـهْرًا تـساموا بـما يـحظُونَ مِـنْ رُتَـبِ
لــكـي تـثـيرَ حـمـاسَ الـصـيدِ عـاصـفةً
بــهـمْ وتـحـشـرُهُمْ فـــي شــرِّ مُـنـقلبِ
صــالـتْ عـلـيـهمْ أذلّـــتْ زهْــوَ قـبَّـتِهمْ
والــعـقـلُ أكــبـرُ تـأثـيـرًا مِـــنَ الـقُـبـبِ
ألـــفٌ أحــاطـوا بـــآلافٍ بــهـمْ ذُهِــلـوا
وأشــعـروا مَـحـفـلَ الأشــرارِ بـالـخَيبِ
لـوحـدِهُـمْ حــاربـوا الـدنـيـا بـأجـمـعها
ومــــا تـنـحـنحَ فـيـهـا حــاكـمٌ عــربـيْ
د.بسمه املBasmaAmal
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق