((الضاد))
أشْعَلْتُ من لَهَبِ القَريضِ سجالا
وَأنا ابْنُ مَنْ عَرَفوا الحياةَ نِزالا
فَمَلأْتُ إِبَّانَ الرِّماءِ كنانَتي
من أحرُفِ الضَّادِ الرَّفيعِ نِبالا
أخْطو على دَربِ الأُلى من بأسِهم
وَهَبوا الحياةَ مهابَةً وجلالا
في كلِّ مُعتَرَكٍ لهم كَفٌّ عَلَتْ
فَبَنَتْ صُروحاً لم تَزلْ تَتَعالى
أَنَّى ابْتَغَيْتَهُمُ وَجَدْتَهُمُ فَلَمْ
يَذَروا منَ الشَّرَفِ الرَّفيعِ مَجالا
إلّا وكانوا سابِقينَ لِنَيلِهِ
وَقلوبُهُمْ تَتَقَدَّمُ الأفعالا
وَلِسانُهُمْ في الحادِثاتِ مُهَنَّدٌ
في غِمْدِهِ كَمْ أخرَسَ الأقوالا
وَلِشَفْرَتَيْهِ منَ العُروبَةِ أحْرُفٌ
عَظُمَتْ فَلَانَتْ قُوَّةً وَجَمالا
لُغَةٌ تَظُمُّ النَّاطِقينَ بها غَدَتْ
أُمَّاً تَضُمُّ بِحِجْرِها أطْفالا
وَمنَ المُحيطِ إلى الخَليجِ لِوحْدَةٍ
بِتْنا عَلَيها نَعْقِدُ الآمالا
أحْبِبْ بها لُغَةً تَظَلُّ على المَدى
بَينَ اللُّغاتِ كَواكِبا تَتَلالا
وَتَفَرَّدَتْ دُونَ اللُّغاتِ بِضادِها
كَالبَدرِ في كَبَدِ السَّماءِ اخْتالا
غَنَّيْتُها بِقَصائِدي فَرَأيْتُني
أرتادُ نَبعاً دافِقا شَلَّالا
عَذْباً فُرَاتاً سَائِغَا فَشَرابُهُ
وَهَبَ المُحالَ لِمَنْ أرادَ مُحَالا
حَضَنَ اللُّجَيْنُ منَ الأصيلِ لَآلِىءً
فَغَزا بِها الأرواحَ وَالأوْصالا
فَإِذا القَصيدَةُ أَسْكَرَتْ فَلِأَنَّها
نَهَلَتْ منَ اللُّغَةِ الزُّلالِ زُلالا
وَرَقَتْ بِقُرْآنِ السَّماءِ مَكانَةً
فُضْلى فَزادَتْ من سَناهُ كَمالا
فَاللهُ شَرَّفَها بِنورِ كِتابِهِ
تَتْلو العِبادُ حُرُفَها ماقالا
أكْرمْ بِصِيْدٍ أسْلَفوا لُغَةَ العُلا
وَاسْتَوْدَعوها بَعْدَهمْ أجْيالا
أُسْدٌ وَفَخْرٌ أنَّنا منْ نَسْلِهمْ
فَالاُسْدُ كِبْراً تَنْسِلُ الأَشْبالا
أبو النصر الرفاعي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق