قصيدة ( صَيِدْنايا ).....
سمعتُ دبيبَ أقدامِ المساجينِ
وصوتٌ ليس للسَّجانِ .. يأتيني
يقولُ نسائمُ الأفراحِ قد فاحت
مِنْ الأحرارِ في قلبِ الميادينِ
ستشرقُ شمسُ سوريَّا فلا تحزنْ
على ليلٍ كئيبٍ دامَ للحينِ
أيا مَنْ ترقبُ القضبانَ في صمتٍ
تُكَفِّنُ حُلْمَكَ المسفوحَ بالطِّينِ
وتمضغُ مُرَّ أعوامٍ مناكيدٍ
وتلعنُ تُهمةً ذَبَحَت كسكينِ
أتَذكْرُ غُرفةَ التَّحقيقِ؟ .. لا تكذبْ
سُئلتَ وكنتَ لا تدري عن السِّينِ
تُجيبُ بكيفما شاؤوا ولم تُترَكْ
لتَدحَضَ زيفَ تلفيقِ الملاعينِ
فهل يبقى لكم عزمٌ وقد كنتم
تُسَامونَ العذابَ بنارِ سجِّينِ؟!
تسيلُ دماؤكم كالنَّهرِ إذ يجري
بسجنٍ كان مِنْ صُنعِ الشَّياطينِ
(صَيِدْنايا) لسلخِ الرُّوحِ مفتوحٌ
تضيعُ لديهِ أبوابُ الزَّنازينِ
مِنَ الأهوالِ والتَّعذيبِ أمسيتم
تماثيلًا بجلبابِ المجانينِ
ولكنْ ليلُكم أضحى له فجرٌ
يُشِعُّ النُّورَ يا وردَ البساتينِ
سنزرعُ في عيونِ الفجرِ آمالًا
ونرويها بذكرى نصرِ حِطِّينِ
طريقُ القدسِ نسلكُهُ بأحلامٍ
صنعناها لنزحفَ بالملايينِ
نُقلِّبُ صفحةَ التَّاريخِ .. نطويها
لنرسمَ بسمةَ الشَّعبِ الفلسطيني
بقلمي حازم قطب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق