تراكمات
تراكمَ الصّمتُ حتّى أدركَ المُقلا
فهل سأغمضُ عيني دون أن أصلا
إنّ المشاعرَ قتلى حين تكبتُها
وتنعشُ الرّوحَ لو أطعمتَها قُبلا
العودُ يبقى بلا روحٍ بجعبتِهِ
ويشعلُ اللّيلَ لو لقّنتَهُ غزلا
قطّع سلاسلَ أمواتٍ بما فرضوا
واعط الحرائرَ دفئاً يُذهبُ الخجلا
جنيتُ من سالفِ الأزمانِ أجنحةً
فهل أرفرفُ أم أستنظرُ الجَملا
صلّى اليراعُ بفجر الحبّ أمنيةً
وأطلقَ الشّعرُ صوتاً رافقَ العملا
وجئتُ دربَكِ أستجدي ملامحَهُ
منه اكتسبتُ بريقاً زلزلَ الجبلا
كسائر النّاس طعمَ الموت أجهلُهُ
لكنّما الموتَ عيشٌ لو غدا ثملا
فهل أكفكفُ أحلامي وقد بذغت
نجومُك السّبعُ حين اخترتك السّبلا
هنا استعرتُ قميصَ الوصلِ ألبسهُ
سأشتريه بعمري إن هوَ اكتملا
ولن أعودَ لباب الغيم أطرقُهُ
فقد وصلتُ مقاماً أجهضَ البللا
فأنتِ كنتِ سؤالاً لا جوابَ له
إلّا بقلبٍ بأعماق الهوى نزلا
نوازعُ اليأس نامت في مخادعها
وعثرة البين صارت ماضياً رحلا
الأفق أوسعُ من أوهام ملتبسٍ
ثق بالمحبّةِ لو صادفتَ مقتبِلا
وجد لنفسكَ في وسع الضّياء يداً
لتجهضَ العتمَ من ليلٍ إذا حصلا
يا جاهلاً لمقام الصّبر هل عرفَتْ
حياتُكَ المُرَّ حتّى تعرفَ العسلا
لم يبلجِ النّورُ لولا العتم في مقلٍ
أو يدركِ الفوزَ من لم يعرف الفشلا
هذي الجراحُ على الآلام شاهدةٌ
فكيف يُحرقُ من بالنّار قد صُقلا
ودائعُ البحر للغيماتِ موعدُها
على كتابي فغيمُ الحبّ ما بخلا
وأكثر الخلق لا شعراً ولا لغةً
إلّا القليلُ من الأحباب من سألا
فكن لنفسك أو للبعض أشرعةً
ولا تعوّل بمن للنّسوة ابتهلا
أدرتُ دفّةَ أحلامي ببطن يدي
حتّى وصلتُ لبرٍّ كان معتزلا
ما كلّ من قرأ النّجماتِ يفهمُها
أو كلّ من ركبَ الأمواجَ قد وصلا
فادي مصطفى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق