((مهاجرٌ إلى .. ))
هل نَفاهُ المكانُ مَنْ ليس يُنفى ؟
لَم يكنْ في الجهاتِ والوقتِ ظَرفا
إنَّهُ للدَّوامِ كلُّ دَوامٍ
للحدودِ امْتدادُها ، ليس يخفى
**
عمرُهُ ضاعَ في مُداراةِ شكوى
ساقياً صبرَهُ مِنَ الصَّبرِ ضِعفا
لا تقولوا ثَباتُهُ قد تولَّى
جُرِّعَ العزمُ عزمَهُ مِنهُ صرفا
إنَّهُ عقبَ كلِّ صيحةِ موتٍ
سامَ مَن يصرخونَ بالموتِ ، خَسْفا
واسْتخفَّتْ بهِ المَنايا اسْتخفَّتْ
فانْبرى باسماً لها مُستَخِفَّا
إنهُ مُورِدُ الرَّدى للرَّدى، بلْ
لُقِّيَ الموتُ صاغراً منهُ حَتْفا
ومضى هازئاً بما فيهِ يحيا
يا لبؤسٍ .. كساهُ هزواً وظُرفا !
حاملاً قهرَ أمسهِ في احتمالٍ
أن يصيرَ المَنفى لمَنْفاهُ مَنفى
احتمالٌ ؟! ليس احتمالاً لديهِ
بلْ هوَ الوالدُ الأعاصيرَ عَصفا
**
لَـقَّحَ الغَيماتِ العَقيماتِ وهماً
وطناً ، في انْهمارهِ كان أصفى
كان أوفى ، أحفى بمن حَمَلوهُ
في ضلوعِ الأمسِ الكَسيرةِ نَزْفا
**
في غَدٍ جاءَ اسْتضعفوهُ عزيزاً
لم يجدْ مايُقرِّبُ اليومَ زُلفى
ما نفتهُ الجهاتُ لكنْ توارى
ما اسْتطاعَ اسْتجداءَ مُظْميهِ رَشْفا
محمد عبدالعزيز عبدالرحمن سورى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق