السبت، 25 يناير 2025

‏‪‬‏((مهاجرٌ إلى .. )) بقلم..محمد عبدالعزيز عبدالرحمن


 ‏‪‬‏((مهاجرٌ إلى .. ))


هل نَفاهُ المكانُ مَنْ ليس يُنفى ؟

لَم يكنْ في الجهاتِ والوقتِ ظَرفا


إنَّهُ للدَّوامِ كلُّ دَوامٍ

للحدودِ امْتدادُها ، ليس يخفى

**

عمرُهُ ضاعَ في مُداراةِ شكوى

ساقياً صبرَهُ مِنَ الصَّبرِ ضِعفا


لا تقولوا ثَباتُهُ قد تولَّى

جُرِّعَ العزمُ عزمَهُ مِنهُ صرفا


إنَّهُ عقبَ كلِّ صيحةِ موتٍ

سامَ مَن يصرخونَ بالموتِ ، خَسْفا


واسْتخفَّتْ بهِ المَنايا اسْتخفَّتْ

فانْبرى باسماً لها  مُستَخِفَّا


إنهُ مُورِدُ الرَّدى للرَّدى، بلْ

لُقِّيَ الموتُ صاغراً منهُ حَتْفا


ومضى هازئاً بما فيهِ يحيا

يا لبؤسٍ .. كساهُ هزواً وظُرفا !


حاملاً قهرَ أمسهِ في احتمالٍ

أن يصيرَ المَنفى لمَنْفاهُ مَنفى


احتمالٌ ؟!  ليس احتمالاً لديهِ

بلْ هوَ الوالدُ الأعاصيرَ عَصفا


**

لَـقَّحَ الغَيماتِ العَقيماتِ وهماً

وطناً ، في انْهمارهِ كان أصفى


كان أوفى ، أحفى بمن حَمَلوهُ

في ضلوعِ الأمسِ الكَسيرةِ نَزْفا


**

في غَدٍ جاءَ اسْتضعفوهُ عزيزاً

لم يجدْ مايُقرِّبُ اليومَ زُلفى


ما نفتهُ الجهاتُ لكنْ توارى

ما اسْتطاعَ اسْتجداءَ مُظْميهِ رَشْفا


محمد عبدالعزيز عبدالرحمن سورى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق