الأحد، 19 يناير 2025

روايةُ نجمٍ..بقلم سيد حميد عطاالله


 روايةُ نجمٍ


بدا خلّي المعاندُ يستخفُّ

وعينٌ للحبيبِ فلا ترفُّ


أدورُ كنجمةٍ بفناءِ ليلٍ

وما زالت به مُهجي تلفُّ


فكم نهرٍ جرى بجفاءِ خلٍّ

أبلّلُ أرضَهُ وأنا أجفُّ


أخذتَ الكلَّ من تلقاءِ قلبي

له سهمٌ ولي من ذاكَ نصفُ


فما زالت هنا نسماتُ ريحٍ

تأرجحَ عنبرٌ وأذيعَ عرفُ


أذوقُ الرملَ مبتهجًا برجلي

ولي عينٌ لها قدمٌ وأنفُ


أهيّئُ قوّتي وأعدُّ غيضي

فيصدمني على الأسوارِ ضعفُ


ولي جذعٌ تعانقُهُ الفيافي

ويجثمُ فوقَها بلحٌ وسعفُ


أحرِّكُ جذعيَ المدفونَ فيها

ويغمرني مع النفحاتِ حقفُ


 أنا وحدي ألفُّ بذكرياتي

أنا نَفَرٌ وطورًا فيكَ ألفُ


أنا صفٌّ من الكلماتِ أمست

كتوراةٍ بها ألمي يصفُّ


أنا وصلٌ بذاكَ اللفظِ يجري

أنا فيه ابتداءٌ ثمَّ وقفُ


 وتنصبُني الهناتُ هناكَ جرًّا

ويرفعُني بلا المعطوفِ عطفُ


وكلبي باسطٌ فيها ذراعًا

فما يبدو على الرمضاءِ كهفُ


فعظمُ الصدرِ لا غصنٌ فيُلوى

ولا تُلوى المعاصمُ والأكفُّ


ولكن يلتوي الإحساسُ فينا

ويظهرُ منحنًى ويُبانُ خسفُ


من اللهِ العظيمِ نحسُّ خيرًا

ويُلبِسُنا من القدّوسِ لطفُ


هنا ثقةٌ بربِّ الكونِ عندي

كسورِ مدينةٍ وعليه سقفُ


تكدّرَ بحريَ المرميُ طرفًا

أنا وسطَ الزوابعِ سوفَ أصفو


وإن نامت لحاظُ العينِ أبقى

أسهّدُها إذا في الليلِ تغفو


وإن غرقت بشطِّ العمرِ نفسي

ستلقاني أغوصُ وثَمّ أطفو


أنا البستانُ في حُلُمٍ بعيدٍ

يجورُ عليه في الأغصانُ قطفُ


أنا جوفي كجوفِ الليلِ حتى

مضى لبّي وظلّ هناك جوفُ


فإن فزنا فذاكَ بفضلِ نزفٍ

جرى منا على الأحلامِ نزفُ


فتلكَ روايةٌ بدأت كنجمٍ

كرمشِ العينِ إذ يرتدُّ طرفُ


بقلم سيد حميد عطاالله الجزائري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق