علم الهدى
كم جالَ طرفي في الهوى فتبعتُه
حتّى قلاني الصّحبُ فيكَ مجددا
صبٌّ أنا ومُعلّقٌ بقبابكم
و مآذني ترجو اللقاء لتُرفدا
من حبه المعطار يبقى خافقي
طولَ الليالي مُنشداً ومُردِّدا
و كأنّها حممُ الغرامِ تؤزّني
و كأنّني قد ذبتُ فيكَ مؤبدا
قلبي الذي من فرطِ حبّكَ عالقٌ
أشفقْ عليه بزورةٍ أو كن غدا
صِلني فذا كبدي المتيّمُ مدنفٌ
و رؤاكَ قصدي كي أقرَّ وأبردا
الدّمعُ نارٌ في الحشا يا سيدي
قد فاز من للحبّ فيكم أفردا
يا ساكنينَ جوارَ قبرِ المصطفى
كيفَ السبيلُ لكي أنالَ المقصدا ؟
بالله قولوا للحبيبِ : متيّم ٌ
عندَ الخطابِ ، ببابكم قد صُفِّدا
فامننْ عليّ بنظرةٍ من عطفكم
و امسحْ بنورِ اللطفِ قلباً مجهدا
يا طيفَ مَن سكنَ القلوبَ محبّةً
زرني تجدْني في غرامكَ مُوْقدا
في البعدِ روحي لا تزورُ سواكمُ
فارحمْ حبيباً قد دنا مُتعبدا
كلُّ القوافي دونَ عرضكَ سيدي
وأبي وأمّي خادمٌ طولَ المدى
وكذا البحورُ إذا كتبتُ لحبّكم
و اللهِ ما وفّى لذاكَ وعدّدا
قوموا خذوني كي أمرّغَ خافقي
و أقبلَ الطّبَّ النّديَّ الأحمدا
فامددْ يمينَكَ قد كوتْني حرقةٌ
فأنا القوافي ركّعاً أو سجّدا
صلّى عليكَ اللهُ يا علمَ الهدى
ما هلّتِ العبراتُ تشتاقُ الفدا
محمد الديري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق