الجمعة، 25 يوليو 2025

أب يــــرثــــي ابــــنــــه الــشّــهــيـد.بقلم.عبدالناصر عليوي العبيدي


أب  يــــرثــــي ابــــنــــه الــشّــهــيـد

----

رَعَـيْتُكَ غُـصْنًا فِـي رُبَـى الْحُبِّ نَاهِضًا

وَرُحْـــــتُ  أُغَــذِّيــهِ الْــحَـنَـانَ فَـيَـكْـبُـرُ

-


كَـبُـرْتَ كَـمَـا تَـرْجُـو الـرِّجَـالُ لِـسَـيْفِهَا

وَصُــغْـتَ جَـبِـيـنَ الْـعِـزِّ مَـجْـدًا يُـبَـشِّرُ

-


خَـرَجْتَ كَبَدْرٍ فِي الدُّجَى تَحْمِلُ الضِّيَا

وَخَــلْـفَـكَ أَحْــــلَامٌ تُــضِــيءُ وَتُــزْهِــرُ

-


وَكُــنْـتَ  إِذَا نَـــادَى الــتُّـرَابُ سَـمِـعْتَهُ

بِــقَـلْـبٍ  كَــصَـخْـرٍ لَا يَــلِـيـنُ وَيُــعْـصَـرُ

-


لَـقَدْ عِـشْتَ مِثْلَ اللَّيْثِ، تَرْفُضُ نَفْسُهُ

إِذَا مَـــا رَأَى الْأَعْـــدَاءَ تَـطْـغَى وَتَـغْـدِرُ

-


فَـفِـيـكَ وُجُـــودُ الْــحَـقِّ قَــامَ مُـبَـشِّراً

وَفِـــيـــكَ  نُـــبُــوءَاتُ الْأُبُـــــوَّةِ تُــثْــمِـرُ

-


فَــلَـوْلَاكَ مَـــا كُــنَّـا نُـعَـدُّ مِــنَ الْــوَرَى

وَلَا كَــــانَ فِــيـنَـا مَـــنْ يَـــرَى وَيُــقَـرِّرُ

-


فَـمَـا كَــانَ فَـقْـدُ الْـبَـدْرِ فَـقْـدًا، وَإِنَّـمَـا

هُــوَ الْـفَـجْرُ إِنْ جَـاءَ الـظَّلَامُ سَـيُسْفِرُ

-


فَــمِـنْ نَــفْـحِ جُـــرْحٍ قَــدْ تُـفَـتِّقُ وَرْدَةٌ

وَيَــنْـمُـو  رَبِــيـعٌ مِـــنْ دِمَـــاكَ وَيُــزْهِـرُ

-


وَقَدْ يَخْرُجُ الْمِسْكُ الدَّفِينُ مَتَى سَقَتْ

دِمَــــاؤُكَ تُـــرْبَ الْــعِـزِّ حَــيْـثُ تُـفـجَّـرُ

-


وَكُـــلُّ انْـطِـفَـاءٍ فِـــي جِــرَاحِـكَ غَـائِـرٌ

تَــشُـبُّ بِـــهِ الـنِّـيـرَانُ دَوْمًــا وَتَـسْـعَرُ

-


وَكَــمْ مِــنْ صَـبَـاحٍ لَـمْ يَـجِئْ بـخُيُوطِهِ

سِــوَى طَـيْـف ظِـلٍّ مِـنْ ظِـلَالِكَ يُـخْبِرُ

-


وَأُمُّـــكَ تَـبْـكِـي فِـــي الْـخَـفَـاءِ كَـأَنَّـهَا

تَـــمُــرُّ عَــلَـيْـهَـا الــذِّكْــرَيَـاتُ وَتَــعْـبُـرُ

-


تُـقَـبِّـلُ تُـــرْبَ الْـقَـبْـرِ شَــوْقًـا كَـزَهْـرَةٍ

تُـصَـلِّـي  عَـلَـى دِرْعِ الـشَّـهِيدِ وَتَـذْكُـرُ

-


جَـلُـودٌ وَفِــي جُـرْحِـي نَـزِيـفُ مَـعَـازِفٍ

أُقَــبِّـلُ فِــيـكَ الـصَّـمْتَ، أَزْهُــو وَأَفْـخَـرُ

-


تُــحَـدِّثُـنِـي  الْأَيَّـــــامُ أَنَّــــكَ نَـجْـمُـهَـا

فَـأَبْـكِـي وَمِـــنْ دَمْــعِـي تَــوَلَّـدَ أَنْـهُـرُ

-


أَرَى فِـيكَ مَـعْنَى الْحَقِّ يَجْرِي كَجَدْوَلٍ

وَيَــــرْوِي  ظِــمَــاءَ الـصَّـابِـرِينَ وَيُـنْـصِـرُ

-


تَــرَكْـتَ  لَــنَـا حَــدْبًـا، وَهَـمًّـا، وَغَـصَّـةً

يُــسَـافِـرُ فِــيـهَـا كُــــلُّ حُــــرٍّ وَيُـبْـحِـرُ

-


وَفِــيــكَ  تَـنَـاهِـيـدُ الْــبِــلَادِ وَحِـلْـمُـهَـا

تَــبُــوحُ إِذَا عَــيْــنُ الْـحَـقِـيـقَةِ تُــبْـصِـرُ

-


يَــمُـرُّ نَـسِـيـمُ الـصَّـبْـرِ فَـــوْقَ جِـبِـينِهِ



وَيَــحْـمِـلُ ذِكْــــرَاكَ الَّــــذِي لا يُــكَــرَّرُ

-


وَمَــا زَالَ فَـوْقَ الـرَّمْلِ خُـطْوُكَ شَـاهِدًا

يُــقَـبِّـلُـهُ الــتَّــارِيـخُ حِـــيــنَ يُــسْـطَّـرُ

-


وَيَــا قُـبْـلَةَ الـدُّنْـيَا عَـلَـى جُـرْحِ بَـاسِلٍ

تَـــنَـــامُ عَـــلَــى أَكْــفَــانِـهِ فــتُـعَـطَّـرُ

---

عبدالناصر عليوي العبيدي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق