نافذة على شواعر العرب
الشاعرة الأولى
الجيداء بنت زاهر الزبيدية
شاعرة جاهلية . مجهولة تاريخ الولادة و الوفاة .
قتل زوجها خالد بن محارب الزبيدي على يد عنترة ، في أرض نجد ، فقامت ترثيه ، و تبين أنه قتل ظلما و عدوانا .
تقول :
يا لقومي ، قد قرح الدمع خدي ... و جفاني الرقاد من عظم وجدي
كان لي فارس سقاه المنايا ... عبد عبس ، بجوره و التعدي
بدر تم هوى الى الأرض لما ... رشقته السهام من كف عبد
و رماني من بعد أنصار جندي ... في هموم ، أكابد الوجد وحدي
يا قتيلا بكت عليه البواكي ... في جبال الفلا و في أرض نجد
كان مثل القضيب قدّاً و لكن ... قدّه صرفُ دهره أيَّ قدِّ
يا لقومي من يكشف الضيم عني ... و يراعي من بعد خالد عهدي
............
الشاعرة الثانية
الحجناء بنت نصيب
حجناء بنت نصيب .. شاعرة عباسية ، دخلت مع أبيها على المهدي ، فأنشدته أبياتا من المديح الممزوج بمظاهر الطبيعة ، ، فأمر لها المهدي بعشرة آلاف درهم ، و لأبيها مثلها .
كما دخلت على العباسة بنت المهدي .. و أنشدتها أبياتا .
تقول :
رب عيش و لذة و نعيم ... و بهاء بمشرق البلدان
بسط الله فيه أبهى بساط ... من بهار و سائر الحوزان
ثم من ناضر من العشب الأخـ ... ــضر يزهي شقاق النعمان
مده الله بالتحاسين حتى ... قصرت دون طوله العينان
حفلت حافتاه حيث تناهى ... بخيام في العين كالظلمان
زينوا وسطها بطارمة مثـ ... ــل الثريا يحفها النسران (*)
ثم حشو الخيام بيض كأمثا ... ل المها في صرائم الكثبان
يتجارين في غناء شجي ... أسعداني يا نخلتي حلوان
فبقصر السلام من سلّم اللـــ ... ــه و أبقى خليفة الرحمن
و لديه الغزلان بل هن أبهى ... عنده من شوارد الغزلان
ياله منظرا و يوم سرور ... شهدت لذتيه كل حَصان
(*) الثريا : مجموعة من النجوم في القبة السماوية . و المقصود بالنسرين : مجموعتان أخريان من النجوم تسمى احداهما النسر و الأخرى النسر الواقع تقابلان مجموعة الثريا .
و قالت للعباسة بن المهدي :
أتيناك يا عباسة الخير لي حمى ... و قد عجفت أم المهاري وكلّتِ
و ما تركت منا السنون بقية ... سوى رمة منا من الجهد رمّتِ
فقال لنا من ينصح الرأيُ نفسه ... و قلت ولّت الأموال عنا فولّتِ
عليك ابنة المهدي عوذي ببابها ... فان محل الخير في حيث حلّتِ
فامرت لها بثلاثة آلاف درهم و كسوة و طيب .
فقالت :
أغنيتني يا ابنة المهدي أي غنى ... بأعجرين كثير فيهما الورق
أي أغنيتي على عقب ما أغناني أخوك ، بأعجرين : أي بكيسين ...
من ضرب تسع و تسعين محككة ... مثل المصابيح في الظلماء تأتلق
أما الحسود ، فقد أمسى تغيظه ... غما و كاد برجع الريق يختنق
و ذو الصداقة مسرور بنا فرح ... بادي البشارة ضاح وجهه شرق
....
خالد ع . خبازة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق