رقصة الشيطان
ماذا أقول لأحرفي ودواتي
وبأي صوبٍ ابتدي خطواتي
ولمن أبوحُ بما يجولُ بخاطري
وعلى ضفافكِ تنتهى رحلاتي
لمن الشكايةُ من جمالٍ ظالمٍ
وأنا صريعُ مُرَيَّشِ النظراتِ
فالجورُ في عُرفِ الحسانِ عدالةٌ
واسألْ بهِ ترنيمةَ القسماتِ
فإذا أتتكَ تحيةٌ من باسمٍ
طربيةٌ من أعذبِ النغماتِ
فانعم بوصلِ من اشتهيتَ فإنما
هذا الجمالُ بنورهِ مشكاتي
ولقد أَحَلَّ الله شهدَ حلالهِ
في الذكرِ والإنجيلِ والتوراةِ
فجنودهنَّ السحر والغيد الذي
أودي بحرفي منبعَ الحسراتِ
من يكتوي بالعشق ليس يلومني
كم هام صيفُ الصبِّ بالنسماتِ
ولكم تمنى كلُّ من سلك الهوى
ظلَّ الخمائل في لظى الفلواتِ
ولكم أتاني منكِ طيفٌ هائمٌ
لمَّا ذكرتكِ داعياً بصلاتي
يا أنت أنت بدايتي ونهايتي
وقناعتي وسعادتي وحياتي
فلإنْ ذكرتكِ خالياً ما حيلتي
يا من سكنتِ بمنبتِ الخفقاتِ
ولإن ذكرتكِ في حديثي إنما
يطفو عبيركِ من عميقِ سكاتي
يا سلسبيلاً من عيونٍ غضَّةٍ
وإليه ترنو دائماً طرقاتي
يا أجملَ التأويلِ في صحف الهوى
يا أروع الترنيمِ في نبضاتي
يا أوبةَ الحرفِ الشريدِ لغصنِهِ
يا توبتي ورسالتي ونجاتي
يا لائميَّ على انصهارِ قصيدي
ومسيلِ أحرفها على وجناتي
ما ذاق أكثركم مرارةَ حُرْقَتي
أو عضَّ خاطركم على العبراتِ
لا تعذلوني إنني متوسدٌ
جمرَ الغضا ومطيتي آهاتي
فالحبُّ في زمنِ الخيانةِ نادرٌ
وأنا الجريحُ قصيدتي منساتي
ماذا أقول وقد أتيتك عاشقاً
والحب والإخلاصُ كلُّ صفاتي
ورسمت خارطتي حدود محبتي
وأقمتُ في عينيكِ منتدياتي
فقتلتني بالغدرِ يا قديستي
ورقصتِ كالشيطانِ فوقَ رُفاتي
عوض الزمزمي
مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق