الخميس، 5 نوفمبر 2020

دباليز والبسيط...بقلم الشاعر...عماد اسعد

 دبالِيز والبَسيط

----‐----

 هَذِي الدَّبالِيزُ مِن صَهباءَ ناصِعَةٍ


تُبَدِّدُ الهَمَّ والأوصَابَ والغَسَقا

رَوَت فُؤادِي رَحِيقاً مُنذُ رشفَتِها

وأينعَت في رواقِي تذرُفُ العَبَقا

فدَلَّلَتنِي   وفي الأثمالِ لاهِيةً

هَيفاءُ أملودَةٌ سُبحانَ مَن خلَقا

تهوِي بظِلٍّ على الأفنانِ طَلَّتُها

تداعِبُ الخَدًّ والأشعَارَ والحَبَقا

ونادَلَتنِي بِطِيبِ الثَّغرِ حَانِيَةً

مِثلَ العَناقِيدِ تَغوِي النَّفسَ والخُلُقا

أيقَنتُ أنِّي بِنَجواها وُلِدتُ غَداً

مَياسِمُ الزَّهرِ تُدلِي الضَّوعَ والنَّسَقا

كَما تدَلَّت على  وَردٍ يُناغِمُنِي

مِن لَونِها رَسَمَت لَوناً سَما وَرَقَا

وفِي الكُرُومِ نَعِيمُ الرَّوضِ غُرَّتُها

حتَّى تَسامَى عَلا الجُدرانَ واشتَرَقا

وجَاوزَتنِي صُروفٌ كُدتُ أحسِبُها

بِما حَبَتنِي مِن الأظلالِ ما طَفَقا

إنِّي وقَفتُ بِظِلِّ الدَّارِ أرشِفُها

حتَّى  تَملَّكَنِي  بوحٌ لها غَدَقا

على المُحيَّا وفِي خِدرِ الصَّبا نَثَرَت

أوراقَ سَوسَنَةٍ مِيلادُها نَطَقا

هذا الجَمالُ تراءَى في مَراسِمِها

الخَدُّ أحمرُ ذا صبٍّ سَما وَدَقا

ومِن نَمِيرِ طِلاءِ العِشقِ كلَّلَنِي

طَيفُ الظِّلالِ تمادَى هاطِلاً ألقَا

سَمِعتُ مِنها هَسِيساً كادَ يُغرِقُنِي

حتَّى ترَفَّقَنِي مَيسٌ لها سَمَقا

والعَالِياتُ تَوارَت في سَوامِقِها

يَحتارُ طَرفِي  بِرُؤياها  وما مَلَقا

هِي الَّتي وسمَت بالخالِ أغنِيَةً

وما سِواها فلولٌ ضَلَّتِ الحَدَقا

----

 د عماد اسعد/ سورية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق