تربيع أبيات سيدي أبي مدين قدس سره..بقلم الشاعر... مصطفي كردي

 تربيع أبيات سيدي أبي مدين قدس سره

إن رمتَ قُربًا أو خشيتَ من النّوى

أو كنتَ ممّن يذكرونَ مع الهوى

اللّهَ قل وذرِ الوجودَ وما حوى

إن كنتَ مرتاداً بلوغَ كمالِ

***

فهو القريبُ إذا السّوى أبعدتَهُ

وهو الحبيبُ بحبِّهِ قرّبتَهُ

فالكلُّ دونَ اللَهِ إن حقّقتَهُ

عدمٌ على التفصيلِ والإجمالِ

***

والنفسُ إن كذبت عليكَ فقل لها

روحي ودع حبَّ النفوسِ وغِلَّها

 

واعلَم بأنكَ والعوالم كلَّها

لولاهُ في محوٍ وفي اضمحلالِ

***

فحياتُها حقًّا تكن بحياتهِ

ومماتُها في الذّكرِ عند مماتهِ

من لا وجودَ لذاتهِ من ذاتهِ

فوجودهُ لولاهُ عينُ محالِ

***

فبذكرِهِ ذكروا العهودَ فجدّدوا

عهدًا تقادَمَ من ألستُ فأُسعِدوا

فالعارفونَ فنوا ولمّا يشهدوا

شيئاً سوى المتكبرِ المتعالِ

***

عرفوهُ ذوقًا للبريةِ مالكًا

والغيرُ ظلٌّ قد رأوهُ حالكًا

ورأوا سواهُ على الحقيقةِ هالكاً

في الحالِ والماضي والاستقبالِ

***

وكنِ البصيرَ ولا تكن ممن سرى

ليلًا بلا نورٍ ودع عنكَ المِرا

فالمح بعقلِكَ أو بطرفِكَ هل ترى

شيئاً سوى فعلٍ منَ الأفعالِ

***

هل في الوجودِ سوى الغنيِّ وفضلهِ

فاسأل فؤادَكَ ناظرًا في عقلهِ

وانظُر إلى علوِ الوجودِ وسفلهِ

نظراً تؤيّدهُ بالاستدلالِ

***

واعلم بأنّ اللهَ عند سؤالهِ

يعطيكَ علمًا راسخًا بكمالهِ

تجدِ الجميعَ يُشيرُ نحو جلالهِ

بلسانِ حالٍ أو لسانِ مقالِ

***

فهو الذي بالعرشِ قامَ بلا اعتلا

وإن استوى عرشًا فذاكَ تفضُّلا

هو ممسكُ الأشياءِ من علوٍ إلى

سفلٍ ومُبدِعُها بغيرِ مثالِ

مصطفى كردي