الأربعاء، 3 فبراير 2021

الشنفرى مع شاعر البيداء في مجاراة الشنفرى..بقلم . سعود ابو معيلش


 الشنفرى 

مع شاعر البيداء في مجاراة الشنفرى

....أفيقوا  بني قومي......

1-أَفيقوا بَني قومي وصدوا عَدُوُّكُمْ

فإنِّي أراكمْ   خانعينَ    فأُذهَلُ


2-فلم ترقُدِ الأمْواتُ مثل رقودِكمْ

نَهارٌ  كمثلِ الليلِ والصبحُ ألْيَلُ

ِ

3-لقدْ داسَ في البيداءِ خَصمٌ بمَنسِمٍ

وقد جاس في الأحياءَِ خُفٌّ وأَنعُلُ


4-كثيرونَ في وقتِ  العِدادِ    وإنَّكُمْ

قليلٌ بأوقات الشدائد     يَحمِلُ


5-فَخلَّيتُ ما في الدارِ إنّي لَراحِلٌ

رأيتُ بُعادي  عنْ   أذاكُمْ     لأَفْضَلُ


6-وصاهرتُ قومي في نساءٍ  كثيرةٍ

ولو كُنَّ أعداداً  فإنِّي     لأَرمَلُ


7-خشيتُ على الأبناءِ تأتي كَخالِها

إذا ما يدُسُّ  العِرقُ  فالخيلُ تُنْغُلُ


8-أَطيرُ إلى الأفلاك قدْ  جاءَ جَهبَذٌ

فَيَعلو وفي وَقتِ المصاعِبِ يَسفُلُ


9-وأكتُبُ شعرا ًفي  زمانٍ  مُعَطَّلٍ

وما قدْ أتانا طَرْفةٌ أو سَموْأَلُ


10-ولمَّا اتَّقيتُ  الشَرَّ  زادوا فظاظَةً

فَفي الحقدِ للشَّانِين لُسْنٌ   وأنمُلُ


11-إذا ما تجورُ الأهلُ جورَ ضَغينةٍ

فإنِّي لذؤبانِ  الفلاةِ      لأميَلُ


12-وإني أرى الآساد  ِِأَفضلَ صُحْبةٍ

إذا ما ذوو القربى يعقُّ  ويخذِلُ


13-إذا   زادتِ الزَّلاتُ لستُ بطائقٍ

فلا يَحمِلُ الإنسانُ ما لا يُحَمَّلُ


14-إذا كانَ عَيشُ الهُونِ في كُلِّ بَلدةٍ

فعيشي بِعِزٍّ  في الصحارى لأَمثَلُ


15-أموتُ مِراراً بعد كلِّ   هزيمةٍ

ويحيي رُُفاتي خيلُ حربٍ وجَحْفَلُ


16-أَمَا آنَ وَقتٌ في الصباحِ  لغارةٍ

لأغزو غُزاة َالدار أَسبي وأَقتُل


17-إذا ما ظَنَنتَ الكُلَّ يُخْلِفُ وعدَهُ

سيأتيكَ يوما من يَقولُ وَيَفعَلُ


18-إذا دارتِ الحربُ الضَّروسُ كُنِ الرَّحى

ولا تَكُ  كالأنذالِ  تَبكي وَتَسألُ


19- وَيُعرَفُ عزمي  في الوَقيعةِ والوَغى

فإني لَلَيثٌ في اللقاءِ وأَبسَلُ


20-وأسبي منَ الأعداءِ كُلَّ ظَعينَةٍ

وإنَّ عَزيزَ القوم  فيها َمُكَبَّلُ


21-بلادي وَلو جارتْ  فليسَتْ رَخيصَةً

وروحي فِدى أهلي وَما هُوَ أمثَلُ


22-إذا ما رضِيتُ الدَّارَ في المُرِّ والأذى

فمِن غيرِ أهل الدارِ  لا شيءَ يُقبَلُ


23- وإنِّي لأحمي القومَ إن كنتُ رأسَهُمْ

وليس بمَنْ في المالِ  يَلهو وَيغْلُلُ


24-وإنِّي غَضوضُ الطَّرفِ عن كُلِّ حُرمَةٍ

وَلستُ أخونُ  الجارَ إن كانَ   يَغفُلُ


25-وأُكرِمُ ضيفي في المبيتِ وفي القِرى

وأُقضي لهُ الحاجاتِ لا أَتَعَلَّلُ


26-سهرتُ طوال الَّليل حتى انقضائهِ

وإنَّ نَهاري بِالهُمومِ لأَطوَلُ


28-وَبلوايَ  جاءَتْ من قريبٍ  وصاحِبٍ

وزادَ همومي     شانئونَ   وعُذَّلُ


29-وقد زادتِ  الأرزاءُ والمتنُ مُتعَبٌ

إذا طالتِ الأيام فالرزء  يثقُلُ


30-فخَيَّمَتِ الفتناتُ والليلُ   مُظلم

وما جاءتِ الأحلامُ والصبحُ مُقبِلُ


31-وإنْ جارَ ذو القُربى بشيءٍ من الأسى

تَجلَّدْ فإنَّ الصَّبرَ  منكَ    لأَجمَلُ


32-ولا خيرَ في دارٍ يكالُ بها الأذى

تُعِزُّ شِرارَ القوم والحرُّ  يُعْزَلُ


33-وكُلُّ هُمومِ العيش ِحطَّتْ كَصخرةٍ

أناخَ عليَّ الهَمَّ  عَجزٌ    وكَلكَلُ


34-إذا الليثُ لا يُبدي إلى الشَرِّ نابَهُ

سترديهِ أَضْباعٌ ولا تَتَمَهَّلُ


35-يقولونَ أهلي في الشآمِ   بِكُربةٍ

وقدْ هدَّم َالبُنيانَ فأسٌ  وَمِعوَلُ


36-أُناسٌ تَرى مَنَّاً  وسَلوى طعامُها

ويأكُلُ خبزاً جَفَّ  مَنْ هوَ  أفْضَلُ


37-وَقارٌ  بِدارِ العُربِ  فاضَ  بريعهِ

جناهُ شحيحُ الطبعِ من ليس َ يَعدِلُ


38-وتُسبى النِّساءُ الطَّاهِراتُ  بِأرضِنا

يصولُ بدار   الشَّام ِ خِسٌّ وأرذَلُ


39-وأجنادُ عُربٍ بالألوفِ عدادَها

وليس على أجنادِ عُربٍ  مُعَوَّلُ


40-وكُلُّ ذئاب ِالغابِ  جاستْ بأرضِنا

وكَيفَ يصُدُّ الذئب   كَلبٌ  مُدَلَّلُ


41-ولا خَيرَ في نذلٍ كَسولٍ   مُغَفَّلٍ

قَضى العيشَ في الدُّنيا ينَامُ ويأكُلُ


42-لقدْ عِشتُ في داري وغَطَّت رياضَها

زُهورٌ وأشجارُ    النَّخيلِ    وَسُنبُلُ


43-فغِبتُ عقوداً عن دياري وعندَمَا

رجَعتُ إذا  بالروضِ فيها لَمُقحِلُ


44-فُجِعتُ بِقومٍ   مذعنينَ   لزُمرَةٍ

وهلْ يقبلُ الإذعان َ من  كانَ  يَعقِلُ


45-ونَحنُ الأُسودُ العادياتُ إلى الوغَى

نَغيرُ  على   الأعداءِ   لا   نَتَحَوَّلُ


46-وإمَّا  أتانا  الخَصمُ  يوماً  بشَرِّهِ

كما الرَّاسياتِ  الشُمِّ لا   نَتَزَلْزَلُ


47-فلا تأمن الأعداء في أيِّ موطنٍ

َََوَمَنْ يأمَن الأعداء يوماً  سيُخذَلُ


48-وليلي طويلٌ لا أراهُ  سَينقَضي

ألا إن أوجاع   الهموم ِ  تُزَلزِلُ


49-ألا إنَّ دارَ العِزِّ َتُهْدَمُُ  بالخَنا

وكُلُّ علاءٍ   بالخَناءِ  سيَنزِلُ


50-أسيُر  طلوع الشمسِ حتى غروبِها

وَيَشهَدُ تِرحالي  جَنوب  ٌ وشَمألُ


51-وجُبْت أقاصي الأرضَ لمْ أرَ مَنزِلاً

وإلاَّ بهِ  النُزَّالُ   يوماً    سَتَرحَلُ


52-ومن لمْ يَمُتْ بالداءِ ماتَ من القنا

وَفي كُلِّ حَربٍ ذاتُ زوجٍ تولوِلُ


53-أجيبوا بَني قومي سؤالاً لخافقي 

فما كُلُّ سُؤْلٍ  باللسانِ سَيُسأَلُ


54-وكيفَ تنام العُربُ ملء جفونِها

وما شُدَّ للأقصى سُروجٌ وأرحُلُ


56-وأَدرأ ُجهلَ   الجاهلينَ    ِبِحكمَةٍ

ولكنْ إذا ما قدْ تمادَوا   سَأجْهَلُ


57-لقدْ دارتِ  الأيَّامُ  إن كنتَ   غافلًا

وكم جاءَ موتٌ والخلائقُ تَغفَلُ


58-فما دامت ِالدُّنيا   لابنِ   فضيلةٍ

وما دام َعيشٌ  للذي هو مرسلُ 


59-فلا تذرف الدمعَ الحزينَ على الدُّنا

فليس َبها شيءٌ  عليهِ    يُعَوَّلُ


60-  على النَّاسِ فَضْلُ العِلْم  من كلِّ عالمٍ

وَكُلُّ الأذى من جاهلٍ يَتَقَوَّلُ


61-وإني ركبتُ البحرَ في كلِّ ليلةٍ

وسيفي من الأعدا يَذوقُ وينهَلُ


62-إذا استعَصَموا في البحرِ ماتوا بمَوجهِ

وإن يهربوا  لِلبَرِّ سيفِيَ مِنجَلُ


63-أنا من حَمَيتُ الدَّارَ كهلاً وفي الصِّبا

وَغَيْريَ في الحاناتِ يلهو  ويثمَلُ


64-يُعَضُّ الفتى الشَّهمُ الكَريمُ بفقرِهِ

وَما عَضهُ سيفٌ وَرُمحٌ   وقَسطلُ


65-فَرِزقُكَ لا يأتي لعمركَ بالحِجا

فكم  حازَ  أموالاً   فتىً  وَمُغَفَّلُ


66-بأيٍّ من الأعذارِ تُغزى بلادُنا

وكُلُّ الرَّزايا  في دياري تُجَلجِلُ


67-فلا تَسعَدَنَّ الناسُ في طولِ عَيشِها

تزولُ سنينُ العُمرِ  والمرءُ  يَأمَلُ


68-فَنهلُ  المنايا    للخلائقِ     كُلِّها

وكُلٌّ لهُ يومٌ بهِ سوفَ ينهَلُ


69-إذا القتلُ موعودٌ بيومٍ إلى امريءٍ

ولو كانَ في بُرجٍ مشيد   سَيُقتَل

شاعر البيداء/ سعود أبو معيلش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق