موشح
نفحات أندلسية
حلقي يا نفسً من خلفِ الدجى ... و انثـــري العطــرَ بظــلِّ الغسـق
و انشري النورَ اذا الليل دجى ... بشعــاعٍ .. لــــمَ عتــمَ الأفــــــــق
و املئي المــرجَ ربيعـــًا أرِجا ... واعبري .. خلفَ ظــلالِ الألــــق
....
آه من ليلِ الهوى كان انـقضى ... و انطـوى فيـه .. لذيـــذُ المجلس
جرَّدَ اللحظُ سيوفـــًا و انتضى ... فرعيناه جــوىً .. فــي الأنـــفس
بينمـــا غــــرَّدَ داجٍ .. ومضى ... أيقظَ الفجـــرُ .. عبيـــرَ النرجس
.....
عندمـا طيرٌ على غصنٍ شــدا ... عــانقَ الجـوزاءَ .. بــرجُ الحمـل
بشَر الليــــلُ بلقيـــانا غـــــــدا ... فارتـــدى القلــبُ رداءَ الأمـــــل
و شكا الوردُ لحبـــاتِ النـــدى ... لتغني الـروحُ .. لحـنَ الغـــــزل
....
شمسُ فجر مالَ و الليلُ سجى ... و مضت تجرحُ .. خــــدَّ الأفــق
نسجَ االعتــمُ لنـــا .. مــا نسجا ... وملا الكــونَ عـبــــيرُ الحبــــق
و انتشى الروضُ بأنسام الرجا ... خضبتــــه .. بدمـــاءِ الشفــــــق
.....
كم قضينا في هوانـــــا زمنـــا ... سرقَ البهجـــــةَ منــا .. الزمـــنُ
و رأينـــــا كلَّ شيءٍ حسنــــــا ... ثم ولـَّــى عن رؤانـــا .. الحســن
و تمنى الجفـــنُ يـرعى وسنــا ... فجفــا الأجفــانَ منـا .. الوســـن
....
كلما الليلُ على الكــونِ سـجـى ... أطلــــقَ العتــمُ .. ســراحَ القمـرِ
ومضى يسعى بأطرافِ الدجى ... ليغـني النجــــمُ لحــــنَ السحــــر
و مــلا الأتفسَ أحلامُ الرجــــا ... و انجـلى للصبــحِ ليـــلُ السـمـر
.....
قد رشفنـا الخمرَ خدًا.. و فما ... خمرةً .. قد عُتِّقتْ مـــن زمــــنِ
أينــعَ الحــبُّ بنــا .. أو ربمــا ... سلكَ النـجمُ طريــــــــقَ الـوسن
و حبا فينــا هوانــا و همــــــا ... راسمـــًا في القلب فعــلَ الزمــن
.....
بينما .. حـبُّ بروحي ومضا ... أزهرَ الروضُ .. و غنَّى النرجس
فانجلى الهـــمُّ بقلبي و مضى ... و تجلـَّـت .. تتهــــــادى الأنـــفس
و انتشتْ فينا أضاميمُ الرضا ... و شدا الـروضُ .. و غنى الغـــلس
.....
في رياضٍ لامستْ روحي الهوى ... و نما وجـــدٌ بقلـــبي .. و نشا
أثملَ الـــــروحَ و أشقاها الجــوى ... وتهادى في الأضاميمِ رشـــــا
نرشفُ الآهاتِ و الليـــــلُ ارتوى...(لو يشا يمشي على عيني مشى)
.....
حينما همَّت بنـــا شمسُ المسـا ... عانـــق البحــــرُ جبيـنَ الأفـــق
فاذا النجمـــاتُ غارتْ أوعسى ... ترشفُ االخمـرَ بكاسِ الألـــق
عنــــدها البــدرُ لنجــمٍ همسـا ... و مضى .. يلثـــمُ خـــدَّ الشفق
....
في ليــالٍ .. بينمــا الحبُّ حبا ... لامسَ الروحَ شعــاعُ القبــــس
و صحا الفجــرُ بنا و انتصبـا ... عطَّر الكــونَ أريـــج الأنفـــس
و سمتْ فبنا اختلاجاتُ الصبا ... راحَ تحــكي الليلَ بالأنــــدلس
.....
خالد ع. خبازة
تشرين الأول 2020
اللاذقية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق