الاثنين، 9 أغسطس 2021

...... سيد الدارين .... بقلم الشاعر...سعد محمود الجنابي


......................... سيد الدارين .........................

مَـنْ يُخـبرُ الـمرءَ عَـنْ أمرٍ إذا حُـجِـبَـا 

................... أو مَـنْ يزيحُ هـمـومَ الـصدرِ والـكَـرَبَـا  

إنّي استـخـرتُ إلهي في الـمـديـحِ وقـد

................... جـاءَتْ خـطـايـايَ تسعـى بيْنَـنا حَجَـبَـا 

مِنْ أينَ لي في مديحِ المصطفى شرفٌ 

................... لا قــولَ يـرقـى لَـهُ إنْ قــيـلَ أو كُــتِـبَـا 

ما الشعـرُ إنْ لـمْ يـصِلْ للمجـدِ قـائـلُـهُ

................... في مـدحِ مَـنْ مجـدُهُ قـد طاولَ الشُهُـبَا 

ضـجَّـتْ مـلائــكـةُ الـباريْ بـمـولـــــدِهِ

................... زهـواً بِهِ، وزهَـتْ شمسُ السما طَـرَبَا 

في مولِـدٍ هـزَّ عرشَ الرومِ، وانطـفأتْ

................... نيـرانُ كسرى وكـانَتْ تصطـليْ لَـهَـبَـا 

فـي مـكَّـــةٍ جــاءَ لـلــدنـــيـا يـتـيـمَ أبٍ

................... أكـرِمْ بِـمَـن كـانَ ربُّ الـعـالـمـيْــنَ أَبَـا 

يـا أيُّـها الـصادقُ الـبَـعَـثَ الـقـديـرُ لَـهُ

................... جـبـريـلَ يـحـمـلُ مِـنْ ربِّ السماءِ نَـبَـا 

إذ قــالَ اقــرأْ كــتـابَ اللهِ وأهــــــدِ بِـهِ                                               

................... يـا خـيـرَ مَـنْ قـرأ الـــقـرآنَ أو كَـتَـبَـا 

يــزدادُ عـــزمُـكَ مـا زادَ الـــبُـغـاةُ أذىً

................... كـالـنارِ إنْ مسَّها  قـطـرٌ أتَـتْ غَـضَـبَـا 

تـمشي السحـائِبُ إنْ يـمـشي، تُـظـلِّـلُهُ

................... مَن يأمرُ الـمُزنَ تمشي أيـنَـمـا ذَهَـبَـا؟ 

تجـري الشياطـينُ إنْ يبـدو لها فَـزَعـاً،

................... أو سـارَ في مـسـلـكٍ أخـلـتْ لـهُ هَـرَبَـا 

فـيـضٌ لـخـيـرِ عـلـومِ الأرضِ قـاطـبـةً

................... لو يغترفْ كلُّ مَنْ في الأرضِ ما نَضَبَا 

كالشمسِ إنْ أشرقتْ بعدَ الدجى حجبتْ

................... طـيـفَ الكـواكـبِ ما أضحى وما غَـرَبَا 

قـالـتْ قـريشُ لَهُ: نُـعـطـيـكَ مِنْ ذهَـبٍ

................... والـمُـلْـكَ، قـالـوا لهُ: نُعـطـيكَـهُ، فَـأَبَى 

إذ قـالَ لـو مـلَّـكـوني الشمسَ والقـمرا 

................... ما كُـنتُ عن نهجِ ربِّ العـرشِ مجـتنِبَا 

أسرى بِـكَ اللهُ لـلـقـدسِ التي انـتـظرتْ

................... مِـنْ مـبـدأِ الخـلقِ مَنْ مِنْ ربِّه انتُخِـبَـا   

صـلـى وراءَكَ كــلُّ الأنــبــيــــاءِ بِـهـا

................... كُـنـتَ الإمـامَ لهُـمْ، يا خـيرهُـمْ حَـسَبَـاً

مُـذ كُـنـتَ كُنتَ كـما رأسٍ إذا انـتَصَبَـا 

................... مَن ذا يساوي برأسِ العـلـيةِ الـذَنَـبَـا؟ 

يا قـاطعَ السبعَ، يا مَن كنتَ مصطَحِبَاً

................... جـبريـلَ، مِن سدرةٍ للعـرشِ مُقـتَـرِبَـا 

مـا قـالَ ربُّـــكَ مِـنْ قَـــدرٍ ومـنـزِلـــةٍ

................... -اخـلـعْ نـعـالاً- كـما مـوسى إذْ اقـتَرَبَـا 

صبَّـرتَ قـومَـكَ عـن لُـقـيا الـعِـدا أمَـداً

................... حــتـى أتـى أمـرُهُ: أنْ سـاءَ مـنـقَــلَـبَـا 

نـفـسي فِـداكَ لِـمـا قـاسـيـتَ مِـنْ ألـــمٍ

................... في الحـربِ في أُحُـدٍ بـالـدمِّ مُخـتَـضِبَـا 

الأنـبـيـاءُ وإنْ عـانـوا، وأنْ صَـبَـروا،

................... قـد كُـنـتَ أصـبـرَهُـمْ، باللهِ مُحـتَـسِـبَـا 

كـنـتَ السحابَ الذي لم يـدَّخِـرْ مَـطـراً

................... والمنبعَ العذبَ يروي الكونَ لو شَرَبَـا 

لو كـنتَ فـظَّـاً، غـليـظَ القـلبِ لانقـلبوا

................... لـكـنَّ قـلـبَـكَ مِـلـؤُ الـكـونَ مـا رَحُــبَـا 

(نـفسي) يـقـولُ ذوو عــزمٍ ومـنـزلـةٍ  

................... مِـنْ مـرسـلـيهِ بـيـومٍ كــانَ مُــرتَــقَـبَـا 

إلاَّكَ مَـن قـلـتَ فـيهـا: (أمـتي)، ولـهـا  

................... كُـنـتَ الشفـيعَ، وفـي غـفـرانِـهِ سَـبَـبَـا 

عـذراً – فـديـتُـكَ- يـا خـيـرَ الأنـــامِ إذا

................... مـا خـانـنـي قـلـمي أو كـانَ مُـقـتَـضِبَـا 

صـلـى عـلـيـكَ الـذي أرسـى دعـائِـمَـهُ

................... لـولا رعـايـتِـهِ لـلـكـونِ لانـقَـــــــــلَـبَـا 

القصيدة من بحر البسيط والقافية من المتراكب

بقلمي: د. سعد محمود علوان الجنابي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق