بين الذَّاكرة والشِّعر _____________________________البحر : البسيط
الشِّعرُ يأتي معَ الإحساسِ بالألمِ ___ وكلَّما زادَ حرقٌ ضاقَ بالعدمِ
إنْ امتطى خيله في ساحةِ حصَبَت___فقد ترجَّلَ عندَ الوصلِ والكرمِ
إذ شقَّ صدراً وأبدى كُلَّ مختبىءٍ ___ بينَ الجوانحِ والأسرارُ كالهرمِ
والذكرياتُ أعادت عمر مرتحلٍ ___ وسطَّرت أرقاً قد سال من سقمِ
ها قد تشابكت الأوجاعُ من زمنٍ ___ مع كلِّ حرفٍ لأيَّامٍ بلا رقم
......................
يا من تعدَّى حدودَ البوحِ في ظُلَمٍ ___تخشى العقابَ كمن ذاقَت من الأَلَمِ
عندَ اشتدادِ الأذى للبوحِ منزلةٌ ___ تهفو لها النَّفسُ للتفريجِ من سَأَمِ
والشِّعرُ أبلغُ في التوضيحِ عن نكدٍ ___ قد حاطَ بالنَّفسِ من شرٍّ بلا نَدَمِ
جالت قوافٍ هوت في كلِّ مرحلةٍ___وانتابها ضعفٌ في وصفِ محتكَمِ
لا عاشَ فخرٌ يماري كُلَّ منعزلٍ ___ عندَ الخصامِ ومن قد عاشَ في سَلَمِ
.....................
يا من هجرتَ عيوبَ الشِّعر في زخمٍ ___يردي المشاعرَ في حرفٍ بلا قَلَم
قد بات بحرٌ ومجزوءٌ يساندنا ___ عندَ التقاءِ صقورٍ فوقَ مرتدَمِ
وقد حلمتُ بأشعارٍ تفرِّحنا ___من بعدِ نصرٍ على الأعداءِ كالنَّغَم
لكنَّ خيبةُ آمالٍ تجرِّحنا ___ إذ باتَ منها رقيبٌ عندَ مستَلَمِ
وسطَّر الشِّعرُ آلاماً على ورقٍ ___قد يذبحُ الغيرَ من وصفٍ لمرتَحَم
......................
الذكرياتُ وحبلُ الوصل يأخذنا ___ لنظمِ أشعارٍ تبقى كما العَلَمِ
والشِّعرُ سجَّل أحداثاً تعلِّمنا ___ خيرَ المآثر عندَ الأهلِ في الحَرَمِ
لا شيءَ يعلو على الإحسانِ مع خُلُقٍ ___ كالشمسِ إن سطعت والغيمُ لم يَحُمِ
تقوى الإلهِ تعادي كُلَّ مجترىءٍ ___ على الأحبَّةِ في وصفٍ بغيرِ فمِ
صلاةُ ربي على من باتَ قدوتنا ___ في كلِّ أحوالٍ تعلو بمحترَمِ
......................
الاثنين 23 ذو الحجَّة 1442 ه
2 أُغسطس 2021 م
زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام
·
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق