الثلاثاء، 21 يونيو 2022

بقلم الشاعر..حذيفة عبد الهادي السيد


مَا كُلُّ منْ دَارَ فِي الْمِضمَارِ قَد سَبَقا 

أَوْ كُلُّ مَنْ أَطلَقَ الآهاتِ قَد عَشِقا 

 

إنَّ الْمَحَبَّةَ مِثلُ الْأَرضِ لَوْ سُقِيَتْ 

قَد أَنْبَتَتْ وَرَدَهَا الجُورِيَّ والحَبَقا 

 

اسجُدْ وَسَبِّحْ عَلَى أطلالِ مَنْ عَشِقوا 

واستَلْهِمِ الشَّوقَ مِنْ أَحوَالِ مَنْ أَرِقا 

 

واشعِلْ بَنَانَ الْهَوَى فِي كُلِّ قَافِيَةٍ 

لَا نَفْعَ لِلصَّبِّ مَا لَم يُحسِنِ الغَرَقا 

 

إنَّ المُحِبَّ إِذَا فَاضَتْ لَواعِجُهُ 

لَو كبَّلُوهُ لَمَا غَيْر الْهَوَى اعتنقا 

 

يَا مَنْ قَتَلْتَ الْهَوَى فِي كُلِّ خَافِقَة 

كَقَتْلِكَ الوَردَ فِي الأَكْمَامِ مَا انفَتَقا 

 

قَد فَرَّقَتْنَا صُرُوفُ الدَّهرِ عَن مَضَضٍ 

وَاللَّيلُ أَمْسَى عَلَى أَحوَالِنَا قَلِقا 

 

مَا أُجْملَ الوَصلَ بَعْدَ الْفَصْلِ دُونَ حِجَىً 

كَحَالِ ثَوبٍ تَرَتَّى بَعدَ أَنْ فُتِقا 

 

إنِّي نَظَمتُ مِنْ الْآلَامِ قافيتي 

ثُمّ انثنيتُ وَدَمْعُ الْعَيْنِ قَدْ هُرِقا 

 

هَا قَد ذَوَيتُ عَلَى جُرْحِي أُرَتِّقُهُ 

مَا حَالُهُ كُلَّمَا رَتَّقْتُ ما رُتِقا 

 

شَرُّ القُلُوبِ قُلُوبٌ فُضَّ مَعدِنُهَا 

مِن غَابِرِ الحِقْدِ إيمَانًا ومُعتَنَقا 

 

إنِّي وَشِعرِي وَمَنْ فِي الْبَالِ قَد عَبَرُوا 

كَمِثلِ بَابٍ عَلَى أَنَّاتِهِ انغَلَقا 

 

كُنَّا كَنخلٍ وَذِي الأطيارُ تَألَفُنا 

وَالْآن بِتْنَا كَعُودٍ يَابِسٍ حُرِقا 

 

مَنْ رَامَ فَصلًا فَإِنَّ الدَّربَ دَيْدَنُهُ 

أَوْ رَامَ وَصلاً مَنَحتُ القَلبَ والحَدَقا 

 

لَا تَطَرِقِ البَابَ بَعدَ النَّأْيِ عَنْ عَمْدٍ 

فَالدَّارُ قَفرٌ وَبَابُ الحَبِّ قَد غُلِقا


حذيفة عبد الهادي السيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق