أعيديني
كتبت بتاريخ 11/7/2022
بَدا وَهماً غَرامُكِ فَاستَقيلي = أعيديني إلى الزَّمَنِ الجَميلِ
أعيديني إلى حُلمي المُفَدّى = وَتَغريدِ البَلابِلِ في الحُقولِ
فَهَلْ يُرضيكِ ما أظرَمتِ فيها = وما إنتابَ الخَمائِلَ من ذُبولِ
وَقَبلَ الحُبِّ كُنتُ أنامُ لَيلي = بِلا سُهدٍ ولا داءٍ وَبيلِ
طَوَيتُ الدَّربَ لم أَجنِ وُصولاً = فَما أقسى المَسيرَ بِلا وُصولِ
أُصارِعُ في ظَلامِ الليلِ تِيهي = نُجومُ الليلِ ما عادَتْ دَليلي
وَمن بُؤسِ الخَيالِ رَسَمتُ بَدراً = لِيَأخُذَني إلى ظِلٍّ ظَليلِ
وَذلِكَ مَسمَعي قد ذابَ شَوقاً = لِصَوتِ النَّايِ والنَّغَمِ الأصيلِ
أعيديني إلى وَجهِ المَرايا = رَبيعاً زاهِراً بَينَ الفُصولِ
دَعيني أَستَعيدُ حَنينَ رُوحي = إلى جيلٍ عَظيمٍ مِثلَ جيلي
إلى عَهدِ الطُفولَةِ إنَّ فيها = خَلاصَ النَّفسِ من هَمٍّ ثَقيلِ
إلى زَمَنِ الأَزِّقَةِ والحَواري = إلى عَيشٍ بِلا قالٍ وَقيلِ
فَقَدْ فَقَدَتْ تَوازُنَها خُطانا = بِعاصِفَةِ التَّطَفُلِ والفُضولِ
وَمُذ حَضَرَ الغَرامُ فَقَدتُ عَقلي = أَ عاقِبَةُ الهَوى فَقدُ العُقولِ
جُنونُ الشِّعرِ تَقليدٌ قَديمٌ = كَتَقليدِ الوُقوفِ على الطُّلولِ
وما أردى الهَوى رَهطَ المَعالي = من الشُّعَراءِ من صِنفِ الفُحولِ
هُمُ الصِّيدُ الأُباةُ بِكُلِّ أَرضٍ = بِثَورَتِهم على الزَّمَنِ الجَهولِ
وهُمْ أهلُ الفَصاحَةِ والمَعاني = وَأَهلُ الصَّبرِ والنَّفَسِ الطَّويلِ
وَلَو أنّي هَجَوتُ الحُبَّ يَوماً = أَتَحظى مُفرَداتي بالقَبولِ
أعيدي زَهوَ قافِيَتي وَشِعري = وَعَزفي فَوقَ أوزانِ الخَليلِ
وَكَمْ أَغراكِ في بَوحي بِأَني = أَجدتُ الوَصفَ للخَدِّ الأَسيلِ
وَكَمْ قَدَّمتُ في نُظمي اعتِذاراً = لِحُسنِ الوَجهِ والطَّرفِ الكَحيلِ
أَما يَكفيكَ مَدحاً يا غَراماً = بِطُولِ الدَّهرِ لمْ تَشفِّ غَليلي
سَيَخلو العُمرُ إلا من صُراخٍ = وَأبواقٍ تَحُثُّ على الرَّحيلِ
رَجَوتُ الحُبَّ أنْ يَبقى بَعيداً = وَيُبقيني على الحُلمِ الخَجولِ
أعيديني لِشاطئِ ذِكرَياتي = لِيَرويني كَمِثلِ السَّلسَبيلِ
أعيديني لأحيا في نَعيمٍ = لِمَزرَعَتي وَأرطابِ النَّخيلِ
وَفُكّي القَيدَ عَنّي وَاتركيني = كَمِثلِ الطَّيرِ أَمضي في سَبيلي
شعر د. فارس الخفاجي
العراق _ بابل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق