الشاعر الحسن عباس ...ما أصاب حياة؟
ما أصاب حياةً ؟
شعر / الحسن عباس مسعود
--------------
بـاعث الـحب فـي القلوب تجمد
بـعـدمـا ســـال بـالـمـنى وتـوقـد
والــدنـا بــعـد مــا بــدت كـفـتاة
بـخـيـال غــنّـى الـجـمال وغــرد
أصبحت كالعجوز شمطاء تمشي
بـالـهـويـنـا وشــعـرهـا يـتـجـعـد
قـلت يـا صـاحِ مـا أصـاب حـياة
كــان يـبـغى لـهـا الـهـناء لـتسعد
هـل لأن الـخريف قد هاج فيها؟
أطـلـق الـغـي فــي الـفـلا وتـمدد
أم لأن الأخـلاق في القوم نامت
وتـــمــادى فــسـادهـم وتــمــرد؟
فـتـعالى فــي الأفــق مـثل دوي
أنـهض الـحس فـي الورى وتردد
وسـمعت الأنـفاس تـسبق بـعضا
وتــجـلـت فــــي قــائـل فـتـنـهد
بـعـدما كــان فــي الـحـياة بــلاء
وشـقاء مـن حـالك البؤس أسود
كـــان ظــلـم بـيـن الـعـباد قـمـئ
جــعـل الـقـلب قـاسـيا كـالـجلمد
وظــلام أوهــى الـلـيالي طـويلا
حـيـنـمـا أقــبـل الـصـبـاح تــبـدد
أقــبـل الـخـيـر زاهـــرا ونـضـيرا
والأزاهـــيــر حـسـنـهـا تــتـوسـد
ولـسـان كــم ذاق صـمـتا مـريـرا
بـعد عـذب الـحياة صـاح وزغرد
والـقـوارير غـضــــة الــرِي تُمـلا
كــان أحـلى مـن الـرحيق وأبـرد
بــــان درب يــشــع مــنــه نــقـاء
وصــفــاء فـــي مـتـنـه يـتـجـدد
بـسـبـيـل مـــن الـسـمـاء تـجـلـى
بــضـيـاء لـــدى الـنـبـوات مــهـد
غــيـر أن الإنــسـان كـــان نـسـيا
ظــن أصـل الـحياة مـال وفـرقد
فـتـجنى عـلـى الـرسـالات ظـلما
فـبـكـى الـخـيـر شـاكـيا وتـوعـد
والــتـواريـخ دهــشــة خـنـقـتـها
وزمــان قــد هــاج مـنـه وأرعــد
ذاك أمــر يـرجـى الـتـعجب مـنه
فـشـعوري بـيـن الـقـوافي تـعمد
قـولـة الـفصل لـم يـزل بـرجائي
غــيـر نــهـر مـــن الـبـكاء تـجـمد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق