** قصيدة بعنوان أضاء المنتهى :
==================
سُدَىً نعيشُ فَمَنْ يُنجي من الغرقِ ؟
من عتمةِ الجهلِ والأحزانِ والرَّهقِ
أنَّى تَلَفَّتُّ ألقى الرُّوحَ غارقةً
في لُجَّةِ الهمِّ أو في غيهبِ الغسقِ
ولم أجد دونَ درب الله من طرقٍ
مَنْ يبتعدْ عن سبيل الله فهو شَقِيْ
أنسلُّ من حاضري أمضي لمشهدهِ
أستنطقُ السِّرَّ كي أنجو من النَّفقِ
يرتدُّ صوتٌ مدى الأزمان أسمعه :
ياربّ .. ياربّ ! مَن للحائرِ القلقِ ؟!
نجمٌ يشِعُّ , وسرُّ اللهِ أومضهُ
تنهلُّ نعماؤه بالخير كالودقِ
نورٌ تجلَّى براهيناً ومعجزةً
بشرى , وآياتُه الكبرى كما الفلقِ
" اللهُ أكبرُ " ضاء الكونَ مولدُهُ
تفوحُ سيرتُه بالمسك والعبقِ
وأيُّ أُمِّ نبيٍّ مثل آمنةٍ ؟
أو مثل مرضعةٍ أمَّتْ لخير تَقِيْ ؟
ضجَّت قريشٌ وهذا الجَدُّ يحرسُهُ
وابن " الذَّبيحينِ " فضلاً فاز بالسَّبقِ
في اليتم عاشَ , وربُّ الكون أدَّبَهُ
فانداحَ نورَ هدىً كالشَّمس في شَرقِ
بالخير مندفقٌ , باللُّطف مُنغَدِقٌ
للحبِّ معتنقٌ , عطرٌ لمُنتَشِقِ
في " غارهِ الجبليِّ " النُّورَ يشربُهُ
إلى " خديجةَ " يُلقي السِّرَّ في فَرَقِ
" بَشراكَ يامَنْ رأى بُرهان خالقهِ "
في صوت "جبريل " قولٌ غير مُختَلَقِ
ما "زَمَّلَ " الحقَّ والآياتِ رتَّلها
مِنْ " قُمْ فأَنْذِرْ " يمدُّ النُّورَ للأُفُقِ
ما " دثَّرَ " النَّومُ عيناً , قام مُجتَهِدَاً
مُذْ قال " اقرأ " وعهدُ الله في العُنُقِ
بيتٌ بمكَّةَ , عامُ الحزنِ طَوَّقَهُ
بابٌ يُفَتَّحُ , منهُ للسَّماء رُقِي
في السّاجدينَ أضاء المُنتَهى ألقاً
والنُّور يسري بهذا الكون في نَسَقِ
فهو المُخَصَّصُ في التَّقديمِ مِنْ قِدَمٍ
فاقَ النَّبيّينَ من بادٍ ومُلتَحَقِ
وعاد يحمل إرثَ الله في دمهِ
يُعَبِّدُ الدَّربَ بالإيمانِ والعَرَقِ
أقام بالحبِّ للإسلام دولتهُ
بالعدل ساسَ الورى في أقوم الطُّرُقِ
فالشِّركُ مُندَثِرٌ , والكفر مندحرٌ
والدِّين منتشرٌ كالنُّور في الشّفقِ
كان النَّبيُّ رحيماً في تعامله
حُلو الشّمائلِ في فعلِ وفي نُطُقِ
كم شدَّ تحت رداء النُّور من حَجَرٍ
يُعلِّمُ النَّاسَ صبراً دونما حَنَقِ
هُنا توضَّأ , صلّى ، قام مبتهلاً
هنا ملائكةٌ حفَّتْ بمؤتلقِ
هناك يخطبُ , جذع النَّخل يسمعهُ
شوقاً يئنُّ إذا ماغاب كالأَرِقِ
مُحَمَّدٌ .. يامقاماتٌ مباركةٌ
يا أشرفَ الخَلْقِ في خَلْقٍ وفي خُلُقِ
تَقَدَّسَ الاسمُ , ربُّ العرش باركهُ
مَنْ يلتَزمْ سُنَّة الهادي.. الثَّوابَ لَقِي
للمُصطفى المُجتبَى الفضلُ المُبينُ على
أهل المذاهبِ والآراء والفِرَقِ
في شهقة الحشر يغدو النّاس في فزعٍ
مابين مُرتَعِدٍ أو بينَ مُنْصَعِقِ
من بين ألفِ نَبِيٍّ دونهم أُمَمٌ
كُنتَ المُشَفَّعُ مشهوداً بمُتَّفَقِ
ياليتني أُحُدٌ , أو ليتني حجرٌ
أو أنَّني جذعُ نخلٍ فاز بالألقِ
غزالةٌ .. شجرٌ .. حتَى أُكلمَهُ
أو في الصَّحابة عنهُ البعد لم أطقِ
يا أكرم الرُّسل بعد الله معتمدي
نقشتُ حبّك في قلبي ومُعتنقي
وافيتُ بابك والأحوالُ متعبةٌ
والهمُّ يسكنُ غيماً في مدى الحدقِ
أقول شعراً جميلاً فيك مُمتَدِحَاً
معي القصيدةُ تهدي الحبَّ بالورقِ
عليك من صلوات الله أفضلها
في كُلِّ حينِ وحتَى آخرِ الرَّمَقِ
-------------
البحر البسيط
ريحانة الشام مريم كباش
وكل الشكر للخطاط المبدع حازم الغنام
الذي صمم البطاقة بخطه الجميل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق