** شُجونُ الوجد **
جَرتْ دموعُ النَّوى منْ عينِ أشْواقي
وبتُّ أرثي الهَوى منْ جوفِ أعْماقي
أصْبو إلَيْها وَفي قَلبي مَسَاكِنها
وليسَ لي غيرها دمعًا لأحداقي
فالرُّوحُ شيمتها في الوَجدِ مُخْلصةٌ
للحُبِّ فيها مَقَرٌّ ضَمَّ آفاقي
وإنْ يَكنْ ساءَها بَيْنٌ بمضجَعِها
فالصَّبرُ في العِشقِ أوراقٌ لميثاقي
ويلاهُ من لوعةِ الهجرانِ في كبدٍ
من حرِّها قد شَبَتْ نارٌ بأطواقي
لها شُواظُ حَريقٍ غير مُنخَمِدٍ
بين الضُّلوعِ مقيمٌ زادَ إحراقي
ما حيلتِي وشجونُ الوجدِ تسكُنني
والودُّ تبديهِ عينِي دمعَ مُشتاقِ
وكيف أنسى ديارًا تستبيحُ دَمِي
وفي ثَنايا جَناني شهدُ ترياقي
وا حسرتِي من هوًى قد باتَ يؤلمُني
في كلِّ داجيةٍ ينمو لإرهاقي
هوَ الهوى ما ثناهُ البعدُ في خلدٍ
إنْ كانَ للمرءِ قلبٌ غير مقلاقِ
إنِّي لأرضى بحبٍّ زادني ولَهًا
فالحبُّ في النَّفسِ مغروسٌ بأخلاقي
************
محمد سعيد أبو مديغم
بحر البسيط
شيمةٌ : سجيّة ، خِصْلة
شُوَاظُ النّارِ : وَهْجُها، لَهِيبُها
الدَّاجيَة : الظُّلْمة
المِقْلاَقُ : الشَّديدُ القَلَق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق