في ذمَّةِ اللهِ ما بغدادُ تجرعُهُفي عتمةِ الليلِ، لا بدرٌ ومطلعُهُ
بِتنا وليلٌ طغى نامت أهلَّتُهُ
لا الشمسُ ترعى، ولا الأقمارُ ترتعُهُ
جورٌ وقهرٌ وحيفٌ ثمَّ سفكُ دمٍ
يا ربِّ هل يُرضيكَ هذا الظلمُ أجمعُهُ؟
فاقَ احتمالاً، ولا صبرٌ يلطفُهُ
بعدَ انتهاءٍ لصبرٍ عزَّ مجرعُهُ
كلا، فهذا جنى أيدٍ ولجنَ بهِ
حاشاكَ ربي، فأنتَ العدلُ أوسعُهُ
صمتاً تئنينَ يا بغدادُ، لو رفعتْ
ثكلى أنيناً يهدُّ الطودَ مسمعُهُ
منذُ انبرى مِن سباتِ الدهرِ يزدُجُرٌ ١
والدهرُ بعدَ جميلٍ جاءَ أبشعُهُ
إذ قامَ يُحيِي رُفاتَ النارِ، يعبُدُها
لم يدرِ ،جهلاً، بأنَّ النارَ تلسعُهُ
بقلمي . سعد محمود الجنابي
١ هو كسرى يزدجر. آخر ملوك الدولة الساسانية، كانت عاصمته المدائن ثم خرج منها حين قاربها ألعرب، وظل يطوف في أرجاء إيران حتى قتل في خراسان حوالي سنة ٣٠ هجريةفي خلافة عثمان .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق