ليس اختياراً
لا تخافي , فإنّ لي أطواري
مثل كلّ الرياح , والإعصــارِ
قد يجنّ التيار تحت سـفينٍ
دون قصدٍ , كذا طقوس البحارِ
ثم يهـــــــــدا , ولا يقدّم عذراً
فاعذريني , بدون أيّ اعتـذارِ
هكذا الشـعر , ثورةٌ من جنونٍ
لا تلومي الجنون في أشـــــعاري
قـــــــدرٌ أنْ أَحَبّكِ اليوم قلبي
فاشكري الله أن تكوني خيــــاري
واقبليني بثورتي , وهــــــدوئي
إنه الحبُّ فوق كلّ قــــــــــرارِ
وارسميني على فؤادكِ وشــماً
واسكبيني كزخّة الأمطـــــــارِ
لن تكوني كأيّ أنثى بقـــلبي
حين فيه غدوتِ شمس المدارِ
ســـــاعديني لكي أرتّب روحي
واشعليني لكي تذوبي بنـــاري
لم أقرّرْ بأن أكون غريقـــــــــاً
كيف أغرقتِني بوسْـــط الدّوارِ
حين جئتِ الفؤاد كان يبابــاً
ما له صــار مزهراً كالبراري
أُعلِن الآن أنّ حبكِ عمــري
ملح قلبي , وسُـــــــكّري , وبهاري
ها أنا شــــاعرٌ أتاكِ شــــــــقيّاً
بعد أن عاف قصره , والجـــواري
جئتُكِ الآن أســتريح , فكوني
شاطئي , بل ولؤلئي , ومحـاري
وأعيدي لقافياتي العـــــــذارى
بوح روحٍ , فقد مللتُ حصــاري
علّني , علّني ســــأهزم حزنـــاً
في عيونٍ عشقتُ فيها انتصــاري
فبعينيكِ قــــد يكون نعيمي
وبعينيكِ قد يكون دمــــاري
توَّجوني كقيصــــرٍ فوق عرشٍ
بعد أن صرتِ في الهوى عشتاري
فإلى أين بعد حبـكِ أمضي ؟
وإلى أين قد يكون فِـــراري ؟
ولمن أُشعِل الأصابع شـمعاً ؟
ليس إلّاكِ , أو يكون احتضــــاري
يهدأ الطفـــل بعد ثورة طيشٍ
قبل ليلٍ يعود نحو الدّيــــــارِ
ما أنا اخترتُ أن تكوني حبيباً
ولوِ اخترتُ عُدتِ أنتِ اختياري
لا تخافي , فغيرُ حبكِ وهْـــمٌ
واستريحي يا أجمل الأقــــدارِ
عبد الكريم سيفو _ سوريا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق