بحر الوافرهو الإنسانُ
هو الإنسانُ يعبرُ في الوجودِ
شهاباً عابراً دنيا الفضاءْ
يبينُ لميحةً من عمرِ دهرٍ
يجوزُ مهرولاً نحو الفناءْ
يخلِّفُ من شعاعِ النورِ خيطاً
يذوبُ ويختفي مثلَ الهباءْ
كذا الإنسانُ تخدعهُ الأماني
ويحلمُ بالخلودِ وبالبقاءْ
فيقضي العمرَ يسبحُ في سرابٍ
من الأمواهِ يحدوه الرجاءْ
وإذْ بالعمرِ يمضي قبضَ ريحٍ
يكفِّنهُ التوجعُ والشقاءْ
يفتِّشُ في جيوبِ الغيبِ بحثاً
عسا يجدُ الدواءَ لذي العناءْ
فتخدعه الغيوبُ بوعدِ زيفٍ
ويمضي العمرُ من داءٍ لداءْ
علاجُ اليأسِ والإحباطِ عشقٌ
تداوي فيه سخريةَ القضاءْ
فتنسى في ملذاتِ الندامى
همومَ العيشِ مع جورِ السماءْ
فأحببْ واملأ الدنيا هُياماً
رضابُ الحبِّ يحبوكَ الهناءْ
حكمت نايف خولي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق