《مَنْ يَفْهَمُ الأيّامَ و الأشْعارَ؟؟》
لِحَرْفي مِنَ البَحرِ الهَيُوبِ هَديرُ
وفِي غَیْهَبِ الأعتَامِ فیهِ قُمُورُ
و مِنْ شَهْقةِ الرّعدِ الهَصُورِ هَزیمُهُ
و مِنْ هبّةِ الإعصَارِ فیهِ زَفیرُ
و مِنْ ناتِئِ الصّخْرِ الصَّلیدِ جَلَامِدٌ
و مِنْ رَفّة الرَّمْلِ الرَّقِیقِ نُثُورُ
و فِیهِ انْسِیَابُ الأفْقِ في نَشْوَةِ المَدَی
ومِنْ هَمْسَةِ الأنْسَامِ فیهِ حَرِیرُ
و فیهِ مُرُوجٌ غَضّةٌ وخَماٸلٌ
و مِنْ سَوْسنِ الأزْهارِ فیهِ عَبیرُ
وتبْرُ حُقُولٍ مِنْ جَدِیل سَنابِلٍ
قُمُوحٌ کأمْوَاج النُّضَارِ تَمُورُ
جَناحُ فَراشٍ قُدَّ مِنْ دمْعةِ النّدَی
و نَهْرٌ زُلالٌ بالطُّیُوب نَمِیرُ
وفیهِ طُیُورٌ رَاکِنَاتٌ بأیْکِها
و تَهفُو عَلَی هَامِ البَيانِ نُسُورُ
و مِنْ حَنْضَلِ الأحزَانِ فیهِ مَرَارَةٌ
ومِنْ شهْدِ عِذْقِ النّخْل فِیهِ تُمُورُ
نَشِیجٌ و نَوْحٌ و انْهِمَارُ مَوَاجِعٍ
و فِیهِ مَوَاوِیلٌ زَهَتْ و سُرُورُ
زَغَاریدُ أفْرَاحٍ و زَهْوُ عَرائسٍ
و نَوْحُ صَبايَا في الكَسَادِ تَبُورُ
و فیهِ قُصُورٌ سَامِقَاتٌ إلی الذُّرَی
و فیهِ لُحُودٌ في الثّرَی و قُبُورُ
و أوْطَانُ عِزٍّ تنْتَشِي في سَلامِها
و أوْكَارُ ذُلٍّ فِي الرُّغامِ تَغُورُ
ومِنْ أُمَرَاءِ الحُبِّ فیهِ رَبِیعَةٌ
ومِنْ شُعَراءِ الثّلْبِ فِیهِ جَرِیرُ
و فيه "نِزارٌ" یَمْشُقُ العِشْقَ شِرعَةً
و"دِرْویشُ" في دَربِ النِّضَالِ یَثُورُ
وتمُّوزُ یَصحُو فِي لَذَاٸذِ قُبْلةٍ
و عَشْتارُ تُهْدِیهِ الهَوَی فَیَفُورُ
بُخُورٌ و شَمْعٌ فِي مَعَابدٍ صَبْوةٍ
و تَرتِیلُ عُشّاقٍ و فِیهِ نُذُورُ
☆☆☆
نَقَائِضُ حَرفي مِنْ تَبارِيحِ صَبْوتِي
صَقِيعٌ و نَارٌ ...جَذْوَةٌ و فُتُورُ
ومِنْ مِحنةِ الأكْوَانِ في هُوَّةِ الرَّدَى
تَفُورُ لِتَهْوِي..و الحَيَاةُ غُرُورُ
فمَنْ يَفْهمُ الأيّامَ أیَّانَ تغْتَدِي؟
ومَنْ يَفْهمُ الأشْعَارَ کَیْفَ تدُورُ؟
فیَوْمًا عَلَی مَهْدِ الوِصَالِ تَضُمُّنِي
و یَوْمًا عَلَی عَهْدِ الغَرامِ تَجُورُ
وطَوْرًا بنَارِ الشَّوقِ تَخْتَالُ جَذْوَةً
و طَوْرًا علی بَرْدِ الرُّخَامِ تَخُورُ
إذَا هَلّتْ الأفْراحُ تَجْفُو مَوَاهِبِي
و فِي الحُزْنِ تَهْفو نَشْوةً وَ تَزُورُ
وتجْتَاحُنِي فِي هَدأةِ اللّيْلِ و الدُّجَى
و تهْجُرُني و الفَجْرُ فيَّ مُنِيرُ
و مَهْما قَسَتْ..جارَتْ وأوْدَتْ و أَوْجَعَتْ
فَذَا النبْضُ مَسْرُورٌ بِها و سَمِیرُ
و إنْ دَفنُوا حَرفي بجُرْفِ ظَلامِهمْ
سَيُولدُ مِنْ جَوْفِ القتَامةِ نُورُ
و تَنْمُو زُهُورٌ فَوْقَ أقْبِيةِ الرَّدَى
و تَنْبُتُ فِي رَمْسِ الجَفافِ بُذُورُ
و تَبْقَى القَوافِي شَامِخَاتٍ إلى الذُّرَى
و تُنْقَشُ فِي سِفْرِ الخُلُودِ سُطُورُ
و تُبْسَطُ فِي عُرسِ القَصِیدِ وَلاٸِمٌ
و تَحمَی عَلی جَمْرِ الشُّعُورِ قُدُورُ
و يَبْقَى بِلُبِّ الشِّعرِ غَضًّا لُبَابُهُ
و تُلْقَى بأزْبَادِ الجُفاءِ قُشُورُ ☆☆
《سعيدة باش طبجي☆تونس》
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق