الأربعاء، 27 أكتوبر 2021

《مَنْ يَفْهَمُ الأيّامَ و الأشْعارَ؟؟》بقلم الشاعرة... سعيده باش طبجي


《مَنْ يَفْهَمُ الأيّامَ و الأشْعارَ؟؟》


لِحَرْفي مِنَ البَحرِ الهَيُوبِ هَديرُ

وفِي غَیْهَبِ الأعتَامِ فیهِ قُمُورُ


و مِنْ شَهْقةِ الرّعدِ الهَصُورِ هَزیمُهُ

و مِنْ هبّةِ الإعصَارِ فیهِ زَفیرُ


و مِنْ ناتِئِ الصّخْرِ الصَّلیدِ جَلَامِدٌ

و مِنْ رَفّة الرَّمْلِ الرَّقِیقِ نُثُورُ 


و فِیهِ انْسِیَابُ الأفْقِ في نَشْوَةِ المَدَی

ومِنْ هَمْسَةِ الأنْسَامِ فیهِ حَرِیرُ


و فیهِ مُرُوجٌ غَضّةٌ وخَماٸلٌ

و مِنْ سَوْسنِ الأزْهارِ فیهِ عَبیرُ


وتبْرُ حُقُولٍ مِنْ جَدِیل سَنابِلٍ

قُمُوحٌ کأمْوَاج النُّضَارِ تَمُورُ


جَناحُ فَراشٍ قُدَّ مِنْ دمْعةِ النّدَی

و نَهْرٌ زُلالٌ بالطُّیُوب نَمِیرُ


وفیهِ طُیُورٌ رَاکِنَاتٌ بأیْکِها

و تَهفُو عَلَی هَامِ البَيانِ نُسُورُ


و مِنْ حَنْضَلِ الأحزَانِ فیهِ مَرَارَةٌ

ومِنْ شهْدِ عِذْقِ النّخْل فِیهِ تُمُورُ


نَشِیجٌ و نَوْحٌ و انْهِمَارُ مَوَاجِعٍ

و فِیهِ مَوَاوِیلٌ زَهَتْ و سُرُورُ


زَغَاریدُ أفْرَاحٍ و زَهْوُ عَرائسٍ

و نَوْحُ صَبايَا في الكَسَادِ تَبُورُ


و فیهِ قُصُورٌ سَامِقَاتٌ إلی الذُّرَی

و فیهِ لُحُودٌ في الثّرَی و قُبُورُ


و أوْطَانُ عِزٍّ تنْتَشِي في سَلامِها

و أوْكَارُ ذُلٍّ فِي الرُّغامِ  تَغُورُ


ومِنْ أُمَرَاءِ الحُبِّ فیهِ رَبِیعَةٌ

ومِنْ شُعَراءِ الثّلْبِ فِیهِ جَرِیرُ


و فيه "نِزارٌ" یَمْشُقُ العِشْقَ شِرعَةً

و"دِرْویشُ" في دَربِ النِّضَالِ یَثُورُ


وتمُّوزُ یَصحُو فِي لَذَاٸذِ قُبْلةٍ

و عَشْتارُ تُهْدِیهِ الهَوَی فَیَفُورُ


بُخُورٌ و شَمْعٌ فِي مَعَابدٍ صَبْوةٍ

و تَرتِیلُ عُشّاقٍ و فِیهِ  نُذُورُ


☆☆☆


نَقَائِضُ حَرفي مِنْ تَبارِيحِ صَبْوتِي

صَقِيعٌ و نَارٌ ...جَذْوَةٌ و فُتُورُ


ومِنْ مِحنةِ الأكْوَانِ في هُوَّةِ الرَّدَى

تَفُورُ لِتَهْوِي..و الحَيَاةُ غُرُورُ


فمَنْ يَفْهمُ الأيّامَ أیَّانَ تغْتَدِي؟

ومَنْ يَفْهمُ الأشْعَارَ کَیْفَ تدُورُ؟


فیَوْمًا عَلَی مَهْدِ الوِصَالِ تَضُمُّنِي

و یَوْمًا عَلَی عَهْدِ الغَرامِ تَجُورُ


وطَوْرًا بنَارِ الشَّوقِ تَخْتَالُ جَذْوَةً

و طَوْرًا علی بَرْدِ الرُّخَامِ تَخُورُ


إذَا هَلّتْ الأفْراحُ تَجْفُو مَوَاهِبِي

و فِي الحُزْنِ تَهْفو نَشْوةً وَ تَزُورُ


وتجْتَاحُنِي فِي هَدأةِ اللّيْلِ و الدُّجَى

و تهْجُرُني و الفَجْرُ فيَّ مُنِيرُ


و مَهْما قَسَتْ..جارَتْ وأوْدَتْ و أَوْجَعَتْ

فَذَا النبْضُ مَسْرُورٌ  بِها و سَمِیرُ


و إنْ دَفنُوا حَرفي بجُرْفِ ظَلامِهمْ

سَيُولدُ مِنْ جَوْفِ القتَامةِ نُورُ


و تَنْمُو زُهُورٌ فَوْقَ أقْبِيةِ الرَّدَى

و تَنْبُتُ فِي رَمْسِ الجَفافِ بُذُورُ


و تَبْقَى القَوافِي شَامِخَاتٍ إلى الذُّرَى

و تُنْقَشُ فِي سِفْرِ الخُلُودِ سُطُورُ


و تُبْسَطُ فِي عُرسِ القَصِیدِ وَلاٸِمٌ

و تَحمَی عَلی جَمْرِ الشُّعُورِ  قُدُورُ


و يَبْقَى بِلُبِّ الشِّعرِ غَضًّا لُبَابُهُ 

و تُلْقَى بأزْبَادِ الجُفاءِ قُشُورُ  ☆☆


               《سعيدة باش طبجي☆تونس》

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق