...حتمية الرّحيل...
تمضي السُّنونُ و تنقضي الآجالُ
و الخلقُ في دربِ الفَنا رُحّالُ
و نِهايَةُ الأحياءِ كأسُ مَنِيّةٍ
و جَميعُنا مِنْ شِرْبِها نُهّالُ
ما زادَ في الآجالِ عُمْرُ مُعَمِّرٍ
فَلِكُلِّ يومٍ مَوْلِدٌ وَ زَوالُ
فَلْتَغْنَمِ السّاعاتِ قبلَ فواتِها
لا تُلْهِكَ الآمالُ و الإهْمالُ
و احذَرْ مِنَ الدّنيا الغَرورِ فإنْ بَدَتْ
صَفْواً ..ففي أحشائها الأوحالُ
و إذا حَلَتْ يوماً فَجُلُّ شَرابِها
مُرٌّ .....و تَحتَ سُكُونِها زِلزالُ
خَدَعتْ عيونَ الضّامِئينَ بِزَيفها
إنَّ السّرابَ مُخادِعٌ خَتّالُ
و لَكمْ أناسٍ في خِضَمّ بَريقها
شَغَلتْهُمُ الأهلونُ و الأموالُ
نَبذوا كتابَ (اللهِ) خلفَ ظُهورِهمْ
و إلى الغوايةِ و الضَّلالةِ مالوا
زَعموا بأنّ الدِّينَ قَيْدٌ للفتى
و الشَّرعَ أعْبا كُلُّهُ أثْقالُ
و الإنحلالَ تَحَرُّرٌ و الإقْتِدا
رَجْعِيَّةٌ و الإلتِزامَ خَبالُ
كَذبوا بزعمهمُ ..فدينُ( محمدٍ)
دينُ الحياةِ ...و بِئسَ ما قَدْ قالوا
سيضَلُّ دينُ (اللهِ) نوراً ساطعاً
ما ضَرَّهُ الدُّجَّالُ و الضُّلالُ
فاعرفْ عُرى الإسلامِ و استمسكْ بها
فالمؤمنونَ الصّادِقونَ رِجالُ
و اعلمْ أخيْ أنَّ المنيَّةَ صارمٌ
و الموتَ حَقٌّ ما لهُ إمْهالُ
فَلْتُحْسِنِ الرُّجْعى فَنَجمُكَ آفِلٌ
و أعِدْ جوابكَ فالسّؤالُ سُؤالُ
لا خيرَ في قولِ الفتى بلسانِهِ
ما لمْ تُصَدِّقْ قولَهُ الأفعالُ
فَلَنعمَ زادُ المرءِ تقوى ربِّهِ
و الوزنُ يومئذٍ هُوَ المِثْقالُ
# عبد الحكيم المرادي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق