الثلاثاء، 26 أكتوبر 2021

...حتمية الرّحيل... بقلم الشاعر..عبد الحكيم المرادي


 ...حتمية الرّحيل...


تمضي السُّنونُ و تنقضي الآجالُ

و الخلقُ في دربِ الفَنا رُحّالُ


و نِهايَةُ الأحياءِ كأسُ مَنِيّةٍ

و جَميعُنا مِنْ شِرْبِها نُهّالُ


ما زادَ في الآجالِ عُمْرُ مُعَمِّرٍ

فَلِكُلِّ يومٍ مَوْلِدٌ وَ زَوالُ


فَلْتَغْنَمِ السّاعاتِ قبلَ فواتِها

لا تُلْهِكَ الآمالُ و الإهْمالُ


و احذَرْ مِنَ الدّنيا الغَرورِ فإنْ بَدَتْ

صَفْواً ..ففي أحشائها الأوحالُ


و إذا حَلَتْ يوماً فَجُلُّ شَرابِها

مُرٌّ .....و تَحتَ سُكُونِها زِلزالُ


خَدَعتْ عيونَ الضّامِئينَ بِزَيفها

إنَّ السّرابَ مُخادِعٌ خَتّالُ


و لَكمْ أناسٍ في خِضَمّ بَريقها

شَغَلتْهُمُ الأهلونُ و الأموالُ


نَبذوا كتابَ (اللهِ) خلفَ ظُهورِهمْ

و إلى الغوايةِ و الضَّلالةِ مالوا


زَعموا بأنّ الدِّينَ قَيْدٌ للفتى

و الشَّرعَ أعْبا كُلُّهُ أثْقالُ


و الإنحلالَ تَحَرُّرٌ و الإقْتِدا

رَجْعِيَّةٌ و الإلتِزامَ خَبالُ


كَذبوا بزعمهمُ ..فدينُ( محمدٍ)

دينُ الحياةِ ...و بِئسَ ما قَدْ قالوا


سيضَلُّ دينُ (اللهِ) نوراً ساطعاً

ما ضَرَّهُ الدُّجَّالُ و الضُّلالُ


فاعرفْ عُرى الإسلامِ و استمسكْ بها

فالمؤمنونَ الصّادِقونَ رِجالُ


و اعلمْ أخيْ أنَّ المنيَّةَ صارمٌ

و الموتَ حَقٌّ ما لهُ إمْهالُ


فَلْتُحْسِنِ الرُّجْعى فَنَجمُكَ آفِلٌ

و أعِدْ جوابكَ فالسّؤالُ سُؤالُ


لا خيرَ في قولِ الفتى بلسانِهِ

ما لمْ تُصَدِّقْ قولَهُ الأفعالُ


فَلَنعمَ زادُ المرءِ تقوى ربِّهِ

و الوزنُ يومئذٍ هُوَ المِثْقالُ


# عبد الحكيم المرادي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق