لاتسأليني من أكون
لاتسأليني من أكونْ
أنا شاعر سافرتُ في بحر
القصيدة ألف عامْ
ووقفت عند شواطئ
الكلمات أبحث عن
حروفٍ
قد محتها من كتاب الأمس
ممحاة الزمانْ
وبكيت حتى رق لي
قلب الظلامْ
ودفنت آهاتي بصدري
وارتميت على رمال
الذكرياتْ
وغفوتُ حتى أيقظتني
من سبات اللحظ آهات
السكونْ
فأفقت مذعورا على نوح
يردده الصدى
ونحيب ريحٍ يصفع
الصمت المغلف بالشجونْ
ونظرت وجهي في مرايا
الحزن مرتاعا
تحدق بي ملايين العيونْ
والموت يرصدني وراء
نوافذ الدنيا وأستار
الدجونْ
لاتسأليني من أكونْ
أنا ذلك الطفل المشرد
فوق أرصفة الضياعْ
أمشي على جسر المساء
يلفّني
صمتٌ يجلجل في فضاء
الصدر يخنقني
يكبلني بقيد من ضياع
وتلوح في الأفق البعيد
يد مكبلة
ووجهٌ شاحب كالموت
يرنو في الفراغ
ومقلة تندى وشِلْوٌ من
شعاع
أترى سيبزغ في غدي
ذاك الشعاعْ؟
أترى سأبحر نحو عالمها
البعيد المرتمي
خلف السكونْ؟
أواه لا...
فالريح مزقت الشراعْ
لالن تعود الشمس تشرق
في غدي
لالن يعود الدفء
يسكن موقدي
لا..لا..ويعلنها قرار الرفض
حين يلوح في دنيا يدي
وتقولها عيناي ..لا ..لا..
ثم تنسدل الجفون
لاتسأليني بعد هذا
ياصديقة من أكونْ
بقلمي الشاعرعماد عبد الله حكيم ..الشيخ بحر ..من ديواني شريعة الأقداح .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق