أنا الكفيف..............
إن جاءَكَ الحظُّ فأمَنْ فتكةَ الأسَدِ
ولا تَخَف أبداً من نظرةِ الحَسَدِ
فالرزقُ يأتي بلا سعيٍ ولا تَعَبٍ
حتى الحمامة قد باضت على الوتدِ
لكنَّ حظِّي تَناأى عن مدى نظري
حتى الحبيب الذي إن غابَ لم يَعُدِ
يامَن سَلَت موعدي والصمتُ ديدُنها
مِن حاسدٍ لامَ أم نَفَّاثة العُقَدِ
فَضَّلتِ صوتَ صهيلٍ عن محادثتي
وقد وضعتكِ قبل الروح في جسدِي
لو أنَّ مهري توانى باللحاقِ بِكم
وضعتُ في جيدِهٍ حبلاً من المَسَدِ
أو أنَّ روحي تعافُ الشوق من شغفي
في حب بدرٍ لاستنزفتها بيدي
أو مات صحبي وقد اخلفت موعدنا
أبكي عليك ولا أبكي على أَحَدِ
إنْ صارَ صوتي مُمِلَّاً مُزعِجاٌ لَكُمُ
فإنَّ صوتكِ مثل السحرِ في خلدي
وإن نَفيتِ غرامي عن هواكِ فقد
خَلَّدتُ حبَّكِ في قلبي وفي كبدي
وإن حسبتِ هوانا غيمةً رَحَلَت
فإنَّ حُبَّكِ باقٍ بي إلى الأبدِ
غيبي كما شئتِ عن عينيَّ ملهمتي
أنا الكفيفُ فما خوفي من الرَّمَدِ
.....................
أبو مظفر العموري
رمضان الأحمد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق