معارضتي لقصيدة الشاعر السوري القدير / حسين العبد الله(لو امطرتْ ذهبًا مِنْ بعدِ ما ذهَبا...)
___________
# لـــو أمـــطـــرتْ عَـــسْـــــجَـــدًا
لــو أمــطـرتْ ذَهَــبًـا مــا عِــشـــتُ مُــرْتَــعِــبـا
و لـمْ أبِــتْ فــي سُــكـونِ الـلـيـلِ مُــضــطَـربـا
لــو أمــطـرتْ عَــسْـجَــدًا مِـنْ فـوقِـنــا لَـجَـرتْ
فـــي أرضِ مَــســغـــبـــةٍ أنَــهــارُنــا ذَهـــبـــــا
لــكــنّــهــا أرْسَـلَـــتْ قــيــظــاً عــلــى يَــبَــسٍ
و أوْدَقـــتْ مِـــنْ لَـــظـى بـــارودِهـــا عَــطــبـا
ذاتُ (الــجــنـاحـيــنِ) مــا زَارَتْ لــنـا فَـنَـــنًـــا
إلَّا و صــــارَ هــشــيــمًــا يــلْــعَـــقُ الْـــلَــهَـــبـا
(حُـسـيــنُ) مـهـلًا رعـاكَ (اللهُ) يـا ابْــنَ أخـــي
أدرْ رؤاكَ تَـــجــدْ فــــي أمّــــتـــي عَــــجـــبـــا
كــــمْ مِــنْ أبٍ فــارقــتْ عـــيـــنــاهُ فِــلْــذَتَــهُ
و لـــمْ يــــزلْ مِـــنْ نـــدى إنــعــامِــهِ رَطِـــبـــا
و كــمْ يــتــيــمٍ بــأرضِ الـــعُـرْبِ مــا عـرفــتْ
عــيـــنــاهُ أمًّـــا و لـــمْ تــلــمــسْ يَـــداهُ أبـــــا
هـــلْ لِــلْـعـروبـةِ يــا حــادي الــسّــرى سُـــبُــلٌ
تــسـري عـلـيـهـا و تَــجـتـازُ الـمـدى طَـلـبــا ؟!!
أمْ أنَّ دربَ الـــمُـــنـــــى أعـــثــارُ ســــارِبَـــــةٍ
تُـــعـاقِــرُ الـخـطـوةَ الــقـعـسـاءَ و الــتّـعــبــا !!
أيــا ابْــــنَ (ســوريـَـةَ) الأمــجـــادِ إنَّ صــــدى
صـوتــــي إلــيـكَ يـَجــوزُ الــمُــنْـحَـنـى هَــرَبــا
يُــبْــلْــبِــلُ الأحْرُفَ الــخـجــلـى و مِـــنْ وجَــعٍ
إذا أعـــتلـــى صــهــوةَ الــحـالِ الأثــيـمِ كَــبــا
و إنْ تــنــفّـــسَ أنــــســـامَ الــصَّــبـــا سَـــحْـرًا
إلــى صَــبــابــاتِ (بــردى) الـخـالــيـاتِ صَــبــا
(حُـسـيــنُ) هــذي ديـــارُ الــعُــرْبِ مُــنْــهَــكَــةٌ
يُـتـابِـــعُ الـرأسُ فــي تِـــرْحَـــالِـــها الـــذَّنــبـــا
صِــرنــا مــتــاعًـــا و أســلابًـــا و لــيـسَ لـــنــا
ســـيـــفٌ يَـــذودُ و لا حـــامٍ لـــنـــا وَثَـــــبـــــا
احــبـسْ دمـوعَـكَ يـا(ابْـنَ الــشّـامِ) فـي مُـقَـلٍ
و راقــبِ الـصُّـبْــحَ صـمـتًـا يَـرْتَــدي الْـحُـجُـبـا
و اصْـبُــبْ عـلـى صَـفْـحَــةِ الأيّــــامِ مُــرْتـجـلًا
شـعـرًا و تَـرْجِــمْ حَـواشـيـكَ الأســى أدَبــــــــا
و زُرْ (دمــشـقَ) و (صــنـعـا) و (الـرِّبـاطَ) كَــذا
(بغدادَ) (بــيـروتَ) و (الـخرطومَ) و (الـنّـقـبـا)
و سلْ عَنِ (الـقدسِ) "طَوْقَ الـقَهْـقَريِّ " و عَــنْ
(زيـتـونــةٍ) زيْــتُـهــا الـــدُّرِّيُّ كــيــفَ خَــبـــا؟!
أتـــيــتُ مِـــنْ (ســبـــأٍ) و الـــهّــمُّ راحــلــتــي
إلـــيــكَ يــجـــتــاز بـــيْ الآفــــاقَ و الــدّرُبــــا
و فـي حـنـايــا أحـاســيــســيْ دبـــيــبُ جـوىً
يُــزجـي تــآويــهَ خــفّــاقِ الــمُـــنــى رَغَـــبــــا
و لـــيــسَ لـــي غـــيــرُ آهــــاتٍ يُــهَــدْهِــدُهـا
قــلــــبــي ، و يَـــحْـمِـلُــهــا مَـرْويَّــةً و نَــــبــــا
مِــنَ الـمـحـيـطِ إلـى أقـصـى الــخـلـيـجِ (أنــا)
أرضٌ تـــبــاعُ و شــعـبٌ فـــي الْــهَـوانِ رَبــــــا
أشُــدُّ أزري بــــأزْرِ الْـــعُـــرْبِ فـــانْـــفـــرطــتْ
عُـرى الـــتّـآخي و أضـحى جَــمْـعُـنـا صَــخَـبــا
و أصـبــحـتْ أمَّــتـيْ مِـــنْ بـــعـــدِ وحــدتـهــا
أنــكــاثَ غَــزْلٍ و صـرنــا الــسَّـلْـبَ و الـسَّلَــبـا
و الـحـاكمـونَ إلـى (عُـزَّى) الــخُضـوعِ مَــضَـوا
يُــقَــدِّمـــونَ نُـــبــوغِــــيْ لـلــعــدا قُـــــرَبــــــا
(حُـســيــنُ) آهٍ و آهٍ ؛ لــــو ســفــكــتُ دمـــــي
حِــبْــرًا عـلـى سَـفْــحِ مـاضــيــنـا الــذي كُـتِـبـا
مـــا زادَ حَـــرْفٌ ، ســــــوى آلامِ واقِــــعــــنـــا
و مــــا بـــلـــغـــنــا إلـــى آرابِــــنـــا سَـــبـــبـــا
فَـــمَـــنْ يَــــرُمْ (زُحَـــلَ) الـــعــلــيـاءِ مُـــتَّــكـأً
فــلـيـركــبــنَّ إلـى مــا يـــشــتــهــي الــسُّحُـبا
وَ لْــيـَـبـْـلُــغَــنَّ ذُرى الْأَمْـــجــادِ ، مــا وطـــأتْ
رِجْــلٌ هُـــنــالــكَ إنْ لــمْ تَـلــمــسِ الــشُّــهُــبـا
أبــي و أمِّـــي بــــلادُ الـــــعُـــرْبِ قـــاطِـــبـــةً
و لـــيــسَ لِــيْ نـســبٌ إنْ لـــمْ أصُــنْ نَــسـبــا
لا بــــاركَ (اللهُ) فــــي شــعــــرٍ و قــــائــــلـــهِ
ما لَـــمْ يـــؤجِّــجْ حَـمــاسًـا يــوقِــظُ الــعَــرَبــا
(يـا شَــطْـرَ بــيــتٍ زحــافُ الــبــيــنِ أنْـهَـكَـهُ)
قُــلْ لِــيْ مـَتـى يـَرْجِـِعُ الْــمَـجْـدُ الّــذي ذَهَـبـا
# عـــبــد الـــحـكــيـم الـمـــرادي/ الـــيــمــن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق