الأربعاء، 26 أكتوبر 2022

(لو امطرتْ ذهبًا مِنْ بعدِ ما ذهَبا...).. بقلم الشاعر.# عـــبــد الـــحـكــيـم الـمـــرادي


 معارضتي لقصيدة الشاعر السوري القدير / حسين العبد الله 

(لو امطرتْ ذهبًا مِنْ بعدِ ما ذهَبا...)

___________


# لـــو أمـــطـــرتْ عَـــسْـــــجَـــدًا


لــو أمــطـرتْ ذَهَــبًـا مــا عِــشـــتُ مُــرْتَــعِــبـا

و لـمْ أبِــتْ فــي سُــكـونِ الـلـيـلِ مُــضــطَـربـا


لــو أمــطـرتْ عَــسْـجَــدًا مِـنْ فـوقِـنــا لَـجَـرتْ

فـــي أرضِ مَــســغـــبـــةٍ أنَــهــارُنــا ذَهـــبـــــا


لــكــنّــهــا أرْسَـلَـــتْ قــيــظــاً عــلــى يَــبَــسٍ

و أوْدَقـــتْ مِـــنْ لَـــظـى بـــارودِهـــا عَــطــبـا


ذاتُ (الــجــنـاحـيــنِ) مــا زَارَتْ لــنـا فَـنَـــنًـــا

إلَّا و صــــارَ هــشــيــمًــا يــلْــعَـــقُ الْـــلَــهَـــبـا 


(حُـسـيــنُ) مـهـلًا رعـاكَ (اللهُ) يـا ابْــنَ أخـــي

أدرْ رؤاكَ تَـــجــدْ فــــي أمّــــتـــي عَــــجـــبـــا


كــــمْ مِــنْ أبٍ فــارقــتْ عـــيـــنــاهُ فِــلْــذَتَــهُ

و لـــمْ يــــزلْ مِـــنْ نـــدى إنــعــامِــهِ رَطِـــبـــا


و كــمْ يــتــيــمٍ بــأرضِ الـــعُـرْبِ مــا عـرفــتْ

عــيـــنــاهُ أمًّـــا و لـــمْ تــلــمــسْ يَـــداهُ أبـــــا 


هـــلْ لِــلْـعـروبـةِ يــا حــادي الــسّــرى سُـــبُــلٌ

تــسـري عـلـيـهـا و تَــجـتـازُ الـمـدى طَـلـبــا ؟!!


أمْ أنَّ دربَ الـــمُـــنـــــى أعـــثــارُ ســــارِبَـــــةٍ

تُـــعـاقِــرُ الـخـطـوةَ الــقـعـسـاءَ و الــتّـعــبــا !!


أيــا ابْــــنَ (ســوريـَـةَ) الأمــجـــادِ إنَّ صــــدى

صـوتــــي إلــيـكَ يـَجــوزُ الــمُــنْـحَـنـى هَــرَبــا


يُــبْــلْــبِــلُ الأحْرُفَ الــخـجــلـى و مِـــنْ وجَــعٍ

إذا أعـــتلـــى صــهــوةَ الــحـالِ الأثــيـمِ كَــبــا


و إنْ تــنــفّـــسَ أنــــســـامَ الــصَّــبـــا سَـــحْـرًا

إلــى صَــبــابــاتِ (بــردى) الـخـالــيـاتِ صَــبــا


(حُـسـيــنُ) هــذي ديـــارُ الــعُــرْبِ مُــنْــهَــكَــةٌ

يُـتـابِـــعُ الـرأسُ فــي تِـــرْحَـــالِـــها الـــذَّنــبـــا


صِــرنــا مــتــاعًـــا و أســلابًـــا و لــيـسَ لـــنــا

ســـيـــفٌ يَـــذودُ و لا حـــامٍ لـــنـــا وَثَـــــبـــــا


احــبـسْ دمـوعَـكَ يـا(ابْـنَ الــشّـامِ) فـي مُـقَـلٍ

و راقــبِ الـصُّـبْــحَ صـمـتًـا يَـرْتَــدي الْـحُـجُـبـا


و اصْـبُــبْ عـلـى صَـفْـحَــةِ الأيّــــامِ مُــرْتـجـلًا

شـعـرًا و تَـرْجِــمْ حَـواشـيـكَ الأســى أدَبــــــــا


و زُرْ (دمــشـقَ) و (صــنـعـا) و (الـرِّبـاطَ) كَــذا

(بغدادَ) (بــيـروتَ) و (الـخرطومَ) و (الـنّـقـبـا)


و سلْ عَنِ (الـقدسِ) "طَوْقَ الـقَهْـقَريِّ " و عَــنْ

(زيـتـونــةٍ) زيْــتُـهــا الـــدُّرِّيُّ كــيــفَ خَــبـــا؟!


أتـــيــتُ مِـــنْ (ســبـــأٍ) و الـــهّــمُّ راحــلــتــي

إلـــيــكَ يــجـــتــاز بـــيْ الآفــــاقَ و الــدّرُبــــا


و فـي حـنـايــا أحـاســيــســيْ دبـــيــبُ جـوىً

يُــزجـي تــآويــهَ خــفّــاقِ الــمُـــنــى رَغَـــبــــا


و لـــيــسَ لـــي غـــيــرُ آهــــاتٍ يُــهَــدْهِــدُهـا

قــلــــبــي ، و يَـــحْـمِـلُــهــا مَـرْويَّــةً و نَــــبــــا


مِــنَ الـمـحـيـطِ إلـى أقـصـى الــخـلـيـجِ (أنــا)

أرضٌ تـــبــاعُ و شــعـبٌ فـــي الْــهَـوانِ رَبــــــا


أشُــدُّ أزري بــــأزْرِ الْـــعُـــرْبِ فـــانْـــفـــرطــتْ

عُـرى الـــتّـآخي و أضـحى جَــمْـعُـنـا صَــخَـبــا 


و أصـبــحـتْ أمَّــتـيْ مِـــنْ بـــعـــدِ وحــدتـهــا

أنــكــاثَ غَــزْلٍ و صـرنــا الــسَّـلْـبَ و الـسَّلَــبـا 


و الـحـاكمـونَ إلـى (عُـزَّى) الــخُضـوعِ مَــضَـوا

يُــقَــدِّمـــونَ نُـــبــوغِــــيْ لـلــعــدا قُـــــرَبــــــا


(حُـســيــنُ) آهٍ و آهٍ ؛ لــــو ســفــكــتُ دمـــــي

حِــبْــرًا عـلـى سَـفْــحِ مـاضــيــنـا الــذي كُـتِـبـا


مـــا زادَ حَـــرْفٌ ، ســــــوى آلامِ واقِــــعــــنـــا

و مــــا بـــلـــغـــنــا إلـــى آرابِــــنـــا سَـــبـــبـــا


فَـــمَـــنْ يَــــرُمْ (زُحَـــلَ) الـــعــلــيـاءِ مُـــتَّــكـأً

فــلـيـركــبــنَّ إلـى مــا يـــشــتــهــي الــسُّحُـبا


وَ لْــيـَـبـْـلُــغَــنَّ ذُرى الْأَمْـــجــادِ ، مــا وطـــأتْ

رِجْــلٌ هُـــنــالــكَ إنْ لــمْ تَـلــمــسِ الــشُّــهُــبـا


أبــي و أمِّـــي بــــلادُ الـــــعُـــرْبِ قـــاطِـــبـــةً

و لـــيــسَ لِــيْ نـســبٌ إنْ لـــمْ أصُــنْ نَــسـبــا


لا بــــاركَ (اللهُ) فــــي شــعــــرٍ و قــــائــــلـــهِ

ما لَـــمْ يـــؤجِّــجْ حَـمــاسًـا يــوقِــظُ الــعَــرَبــا


(يـا شَــطْـرَ بــيــتٍ زحــافُ الــبــيــنِ أنْـهَـكَـهُ)

قُــلْ لِــيْ مـَتـى يـَرْجِـِعُ الْــمَـجْـدُ الّــذي ذَهَـبـا


# عـــبــد الـــحـكــيـم الـمـــرادي/ الـــيــمــن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق