النّورُ يُوحي لِلظّلامِ : أنِ انْجلِمُتلَمِّساً دربَ الخلاصِ الأمثلِ
و الشّمسُ تَنثرُ في الفضاءِ خيوطَها
فتشعُّ مثلَ سنابلٍ في مِنجلِ
تُفضي إلى الصّبحِ المنيرِ بِسرِّها
و تبثُّهُ وحيَ الكلامِ المُنْزَلِ
فتَهيمُ روحُ الوصلِ في مَلَكُوتِها
وتذوبُ مِن وقعِ البيانِ المُرسَلِ
ويدورُ همسٌ بينَ أركانِ الطّبيعةِ-
-وسْطَ عرضٍ مُسْتَطيرٍ مُذهِلِ ..!
فتُحاورُ الأنسامُ حينُ تَؤمُّ أو
تَلقى رحابَ خميلةٍ أو جدولِ
ضوعَ العطورِ و تَحتَفي بِصبابةٍ
بِحضورِ كلِّ فراشةٍ أو بلبلِ
لِيُوَصَّفَ الحبُّ انطلاقاً مِن رؤىً
خلّاقةٍ …. نضَجتْ بُعيدَ تأمّلِ
بالقولِ إنّهُ نبضُ قلْبَيْ عاشقينِ-
-تَماهَيا "بِتناوبٍ و تَسلسلِ "!
فَسَرى كتيّارٍ و ألقى سحرَهُ
و أشاعَ نوراً ثمّ "ناءَ بِكلكلِ"
…
وتَباينتْ آراءُ من رصدَ الهوى
مابينَ مُنتقِدٍ و بينَ مُهلِّلِ ..!
قالوا : الوصالُ متينةٌ أمراسُهُ
إن كانَ مبنيّاً على الحبِّ الجَليّْ
أمّا الغرامُ …. فنَسغُهُ مُتدفِّقٌ
كالخمرِ يُفلتُ مِن إسارِ المِرجلِ
والبعضُ شبَّههُ بِخذروفِ الوليدِ-
-و خيطُهُ متأرجحٌ في المِغزلِ
و الكلُّ ثمَّنَ عالياً قولَ الألى :
"ما الحبُّ إلا للحبيبِ الأوّلِ"
…
مَنْ كانَ سَهّدَهُ الهوى و سَرى بهِ
سِحرُ الغرامِ إلى المقامِ الأكملِ
سَيَظلُّ هاجسَهُ الحبيبُ المُبتَغى
لنْ يَستطيعَ العيشَ عنهُ بِمعزلِ
…
الحُبُّ يولدُ عندَ أوّلِ نظرةٍ
والصّبُّ في ساحاتِهِ كالأعزلِ
وإذا اعْتراهُ الشّكُّ قد يُودي بهِ
يُلقيهِ في دركِ الحضيضِ الأسفلِ
لكنّهُ قَد يَستعيدُ زِمامَ أمرٍ -
-إنْ يُقاربهُ بِبعضُ تَعقُّلِ ..!
…
ياليتَ أنّ الحبَّ مثل السِّحرِ يَمسحُ-
-جُرحَ شعبٍ بِالمصائبِ مُثقَلِ .. !
و النّورَ يَغزو كلَّ أفئدةِ الأنامِ-
-مُبشِّراً بالسِّلمِ في المستقبَلِ
وصَدى المُنى يَلقَى سماعاً وارتياحاً-
-في الورى .. مِن غيرِ أيِّ تَملمُلِ .. !
و يَزولُ طيفُ الغيمةِ الكأداءِ من
فجرِ الأماني ، و الغشاوةُ تَنجلي
و تحلِّقُ الآمالُ فوقَ سحابةٍ …!
في عُهدةِ الزّمنِ العتيدِ المُقبِلِ .
——————————————
د.يونس ريّا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق