عندما تعرجُ قليلا
سقفُ الحياةِ خيوطٌ من ذُرى الورقِ
ما ضاعَ فيها سوى عبدٍ وكلِّ شقي
حلمٌ تقطّعَ في اليقظاتِ أجمعُهُ
حلمٌ تشابكَ بين الخوفِ والملقِ
جاءت رياحٌ فهبّت فوقَ رابيتي
حتى تغيّرَ وجهُ الشمسِ في الأفقِ
جاءت تدقُّ عظامَ الذكرياتِ ولم
تدفع يدايَ لدقِّ الرأسِ والعنقِ
طارت خفافيشُ أيامٍ ظُلمتُ بها
واستقتلَ الصبحُ يجلي عتمةَ الغسقِ
جفَّ الظلامُ وجفّ الليلُ أوّلُهُ
حتى دفنتُ على هذا الدجى أرقي
أهوي على الفأسِ أُفني كلَّ خاطرةٍ
كانت تحرِّضُ أفكاري على القلقِ
أُخفي جراحاتِ نفسي والجوى كمدٌ
أسقي الدموعَ إذا جفّت من العرقِ
من كوّةِ الليلِ أُلقي نظرةً لغدٍ
هذي النجومُ تحاكي اليومَ منطلقي
أمست عيوني بلا جدوى إذا نظرت
من شدّةِ الحالِ لم يترك سوى الحدقِ
بينَ العيونِ دموعُ العينِ لو مطرت
مثلَ الحجارةِ لو ألقتكَ بالودقِ
قربَ الصلاةِ غسلتُ القلبَ قاطبةً
أضحى الفؤادُ بنهر قد غسلتُ نقي
حتى عصمتُ فعالي حينما بدأت
ثم استقامَ كأن لم يجترح خُلقي
بين السجودِ وتسبيحٍ جرى فتحت
سبعٌ طباعٌ ليعلو في الصلا ألقي
خلفَ الصلاةِ حروبٌ أشعلت سلفًا
يبقى الفلاحُ بهذا للفتى الحذقِ
منها شرعتُ بمنهاجٍ تطوّفني
كأسٌ دهاقٌ فأمسى للظماءِ سقي
هي السفينةُ تنجي راكبًا قلقًا
هي السفينةُ ما تخشى من الغرقِ
فيها الجنانُ أوافي بابُها فبها
حلمٌ طويلٌ فليتَ المرءَ لم يفقِ
ظلٌّ سمينٌ وطعمٌ في الفؤادِ بدا
حتى كأنَّ كهذا قلبي لم يذقِ
تُجلى الذنوبُ بنهرٍ في القنوتِ لذا
اقبل ونادِ إلهَ الناسِ والفلقِ
بقلم سيد حميد عطالله الجزائري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق