الحفل في القدس
كلٌّ تغنّى على ليلاهُ في لغتي
والصّمتُ أبلغُ , ما قالوا و ما نظموا
لا الشّعرُ عندي يردُّ الرّوحَ في زمن ٍ
ابنُ العروبةِ في ميدانِنا صنم ُ
ما نفعُ (نحوٍ ) إذا عِرْضٌ لنا هُتكِت ْ
ما نفعُ (صَرْفٍ ) إذا ساحاتِنا هدموا
جدتُمْ بأعذبَ أقوال ٍ (لغانية ٍ )
جدتُم ْ بأسمى بلاغات ٍ لها سنم ُ
هلّا أعدتُم ْ جسورَ العزّ إن سُلِبت
هلّا نصرتُم ضعيفاً حِصنُه الحَرَم ُ
كلُّ القصائدِ عرجا ما إذا َخُطِمت
والبيتُ مُنكسِر ُ الأوزان ِ مُنحطِم ُ
ما عادَ يجدي جناسٌ في قصائدِنا
حتّى الطباقَ أراه اليومَ ينهزم ُ
أيُّ الخيال ِ إذا حلّقتَ يسعفُه
ذاكَ الصّبيُّ مسجىً خانَه القسم ُ ؟
لملم ْشعارَكَ وارحلْ دونما خجل ٍ
لا شي ءَ يجمعُنا إنْ داسنا القزم ُ
نبني القصائد َمن أوراقِ ذاكرة ٍ
لم نبنِ يوماً أساساتٍ لها عِظَمُ
أيُّ اللغاتِ تبيح ُ الحفلَ يا لغتي
والقدسُ تصرخ ُ و الويلاتُ تقتحم ُ ؟
الطفلُ عارٍ , أجادَ الشّعرُ توصيةً
حتّى تفنّنَ , في تمزيقِه السّقَم ُ
لا النثرُ يجدي ولا الأشعار ُمنجيةٌ
إذْما استبدَّ بنا مِن عَدْوِهِ الألم ُ
إنّ اللآلئَ و المرجانَ موعدُكم
عندَ الإلهِ بحسنِ الظّنّ تُغتَنم ُ
الحفلُ موعدُنا , في القدسِ يجمعُنا
في الشّامِ مُنطلَق ٌ , وعْداً سيرتسم ُ
محمد الديري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق